كتاب قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان (اسم الجزء: 7)

تعالى- ولم يزل على ولايته إلى أن توفي بدمشق بقلعتها في ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وستمائة. وكان قد توفي له ولدان قبله فحملوا جميعهم إلى بالس فدفنوا بها.
وكان شاعراً مطيلاً جيد الشعر فيه ذكاء وفهم، ولديه أدب وفضل.
أنشدني الشيخ الأجل نجم الدين أبو محمد القاسم بن محمد بن سراج البزاز الحلبي بها، قال: أنشدني أبو سعد بقلعة دمشق في سنة أربع عشرة وستمائة لنفسه: [من الخفيف]
طال ما بيننا النَّوى والتَّجافي ... والَّذي بي من الجوى غير خافي
فنهاري أعلِّل النفس بالوصـ ... ـل وليلي بالقرب والإئتلاف
طمعَّا كاذبا وتسويف نفسٍ ... ولو .... قبل التَّلافي
ما كذا كانت العود استقرَّت ... ببقاء قليلة الإنصاف
طول دهري أصفي الوداد وارعى ... عهد من عاهدت بأن لا تصافي
/2 ب/ تخلف الوعد لا الوعيد لوافٍ ... لا تراه مع غدرها غير وافي
أضرمت في حشاي نار اشتياقٍ ... كن لها منه يا إلهي كافي
أتراه الزَّمان فيها بصاف ... أم ترى لي من الصَّبابة شافي
أنت أمرضت بالصدود محُّبا ... فصليه تسري إليه العوافي
إن أكن إقترفت ذنبًا فقد جئـ ... ـت مقرُّا إليك بالاقتراف
فاغفري الذَّنب باعترافي فلا تثـ ... ـريب بعد الإقرار والإعتراف
وقال أيضًا: [من البسيط]
أمسي وأصبح مرتاحًا بلا أمل ... من وصل خود كعوب أيَّ مرتاح
لا أسمع اللَّوم من لاح يعنِّفني ... على هواها وماذا يزعم اللاحي
أسلو فتاةً إذا جنح الظَّلام دجا ... وأسفرت خلت فيه ضوء مصباح
للورد وجنتها للدر مبسمها ... للمسك ريقتها للشهد للراح
تريد بالعدل إرشادي لتصلحه ... دع عنك يا صاح إرشادي وإصلاحي
فمنتهى الرُّشد غيِّي فيَّ مجتهدا ... فلا أرى كل لاح غير نبَّاح
سقى منازلها مثعنجر غدق ... بصيِّب من غوادي السُّحب سحَّاح

الصفحة 10