كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 7)

الإمام: {وَلَا الضَّالِّينَ} (¬1).
ورواه ابن حزم من طريق الدبري، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج قَالَ: قُلْتُ لعطاء: أكان ابن الزبير يؤمن عَلَى إثر أم القرآن؟ قَالَ: نعم، ويؤمن من وراءه حتَّى إن للمسجد للجة (¬2).
وفي البيهقي بإسناده إلى عطاء قَالَ: أدركت مائتين من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورضي عنهم في هذا المسجد إِذَا قَالَ الإمام: {عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة:7] سمعت لهم رجة بآمين (¬3).
و (اللجة) -بفتح اللامين وتشديد الجيم- الاختلاط.
قوله: (للمسجد) أي: لأهله. وأما أثر أبي هريرة: فأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه": حدثنا وكيع، ثنا كثير بن زيد، عن الوليد بن رباح، عن أبي هريرة أنه كان يؤذن بالبحرين فقال للإمام: لا تسبقني بآمين، وحَدَّثنَا أبو أسامة، عن هشام، عن محمد، عنه مثله (¬4).
ورواه البيهقي من حديث أبي رافع، أن أبا هريرة كان يؤذن لمروان بن الحكم فاشترط أن لا يسبقه بـ {الضَّالِّينَ} حتَّى يعلم أنه قَدْ دخل الصف، فكان مروان إِذَا قَالَ: {وَلَا الضَّالِّينَ} قَالَ أبو هريرة: آمين، يمد بها صوته، وقال: إِذَا وافق تأمين أهل الأرض تأمين أهل السماء غفر لهم (¬5).
¬__________
(¬1) "مصنف ابن أبي شيبة" 2/ 190 (7980) كتاب: الصلوات، باب: ما ذكروا في آمين ومن كان يقولها.
(¬2) "المحلى" 3/ 264.
(¬3) "الكبرى" للبيهقي 2/ 59 كتاب: الصلاة، باب: جهر المأموم بالتأمين.
(¬4) "مصنف ابن أبي شيبة" 2/ 189، 190 (7962)، (7978) كتاب: الصلوات، باب: ما ذكر في آمين ومن كان يقولها.
(¬5) "السنن الكبرى" 2/ 58 - 59 كتاب: الصلاة، باب: جهر المأموم بالتأمين.

الصفحة 122