كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 7)

[الأعلى: 1]، أنزلت بعد ذَلِكَ قبل وفاته، قَالَ: ولم يعلم أن حديث ابن عباس صدر منه غداة يوم الاثنين والناس خلف أبي بكر في صلاة الصبح، وهو اليوم الذي توفي فيه (¬1)، وروينا في الحديث الثابت عن النعمان بن بشير أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في صلاة العيدين والجمعة بـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى (1)} {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ} [الغاشية: 1] (¬2) وفي هذا دلالة أن نزول {سَبِّحِ} كان قبل ذَلِكَ بزمان كثير، وروينا عن الحسن البصري وعكرمة وغيرهما أنها نزلت بمكة شرفها الله.
تنبيه: ليس بين السجدتين عند الحنفية ذكر مسنون، قالوا: والذي روي في ذَلِكَ محمول عَلَى التهجد (¬3)، وهو بعيد، وأهل الظاهر يقولون: إن تعمد تركه يبطل الصلاة.
فائدة: معنى: "سبحانك اللَّهُمَّ وبحمدك": سبحانك بجميع آلائك وبحمدك، سبحتك -أي: نزهتك- عن كل عيب، ونصبه عَلَى المصدر (¬4).
¬__________
(¬1) "شرح معاني الآثار" 1/ 235 - 236، وانظر: "معرفة السنن" 2/ 443 - 444 كتاب: الصلاة، باب: الذكر في الركوع.
(¬2) رواه مسلم 62 (878) عن علي، (479) عن ابن عباس كتاب: الجمعة، باب: ما يقرأ به في الجمعة.
(¬3) انظر: "البناية" 2/ 287، "تبيين الحقائق" 1/ 118، "حاشية ابن عابدين" 1/ 544.
(¬4) ورد بهامش (س) ما نصه: آخر (1) من الرابع من تجزئة المصنف.

الصفحة 170