كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 7)

والمأموم، وقول الإمام: سمع الله لمن حمده، استجابة لدعاء داع، وقول المأموم: ربنا ولك الحمد عَلَى وجه المقابلة؛ لأنه لا حامد لَهُ غير المؤتم به في هذِه الحال فلا يشرك أحدهما صاحبه.
وأجاب الأول بأنه لا دلالة فيه عَلَى اختصاص ذَلِكَ بالإمام، فالمنفرد مشارك لَهُ وهو إجماع، وفي الدارقطني -بإسناد ليس بذاك- من حديث بريدة، قَالَ لي النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يا بريدة، إِذَا رفعت رأسك من الركوع فقل: سمع الله لمن حمده ربنا لك الحمد" (¬1) ويجوز: "ربنا ولك الحمد" بالواو ودونها، "واللهم ربنا لك الحمد" كذلك (¬2)، وكلها ثابت في "الصحيح"، قَالَ الشافعي في "الأم": والإتيان بالواو في ربنا ولك الحمد أحب إلى (¬3)، قُلْتُ؛ لأنها تجمع معنيين: الدعاء والاعتراف، أي: ربنا استجيب لنا، ولك الحمد عَلَى هدايتك إيانا. ومذهب أبي حنيفة حذف الواو من قوله: ولك الحمد. وفي "المحيط": اللَّهُمَّ ربنا لك الحمد أفضل لزيادة الثناء (¬4)، وعن أبي حفص منهم: لا فرق بين قوله: لك، وبين قوله: ولك.
¬__________
(¬1) "سنن الدارقطني" 1/ 339. قال المباركفوري في "تحفة الأحوذي" 2/ 117: سنده ضعيف.
(¬2) الحديث الآتي (796).
(¬3) "الأم" 1/ 97.
(¬4) "المحيط البرهاني" 2/ 118.

الصفحة 175