كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 7)

ثمَّ ذكر البخاري بعد ذَلِكَ ثلاثة أحاديث.
أحدها:
حديث ثابت: كَانَ أَنَسٌ يَنْعَتُ لَنَا صَلَاةَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَكَانَ يُصَلِّي، وَإِذَا رَفَعَ رَأسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَامَ حَتَّى نَقُولَ قَدْ نَسِيَ.
وهو من أفراده، وإن كان مسلم أخرجه من وجه آخر (¬1)، وعند الإسماعيلي: فإذا قَالَ: سمع الله لمن حمده، يقوم حتَّى نقول: قد نسي، وعزاه المزي في "أطرافه" إلى البخاري من هذِه الطريق بهذا اللفظ، والموجود ما قدمته، وكذا ذكره أصحاب الأطراف، وأبو نعيم في "مستخرجه".
ثانيها:
حديث البراء: قَدْ مضى في باب: حد إتمام الركوع (¬2)، والبخاري رواه هنا عن أبي الوليد عن شعبة، وفيما مضى: عن بدل بن المحبر، عن شعبة، وأسقط المزي الحافظ (¬3) شيخنا أبا الوليد، وأبدل بدله سليمان بن حرب (¬4)، ولم نره، وكأنه انتقال منه، فالبخاري ذكر حديث مالك بن الحويرث، عن سليمان بن حرب. فاعلمه.
¬__________
(¬1) "صحيح مسلم" (472) كتاب: الصلاة، باب: اعتدال أركان الصلاة، وتخفيفها في تمام.
(¬2) رقم (792) كتاب: الأذان.
(¬3) ورد بهامش الأصل ما نصه: قال شيخنا: المصنف أجاز (...) المزي فكان النهي سنة إحدى وأربعين.
(¬4) "تحفة الأشراف" 2/ 26 (1781).
ونبه على ذلك أيضًا الحافظ في "النكت الظراف" 2/ 26، وقال: ذكره خلف على الصواب.

الصفحة 182