كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 7)

أحيني مسلمًا وأمتني مسلمًا" (¬1)، خبيب ووالده، وثقهما ابن حبان (¬2) فردُّ ابن القطان حديثه لجهالتهما غير جيد (¬3).
قال الشافعي: قال بعض من خالفنا: استفتح بسبحانك اللهم وبحمدك. وأن أول ما يبدأ بقوله وفعله ما كان في كتاب الله تعالى وسنة رسوله، قال: قد رويت هذا القول عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث بعض أهل مدينتكم، قلنا له ولبعض من حضره: أحافظٌ من رويت عنه هذا القول وتحتج بحديثه؟ قال عامة من حضره: لا ليس بحافظ. قال: قلت: فكيف يجوز أن يعارض برواية من لا يحفظ ولا يقبل حديث مثله على الانفراد رواية من يحفظ ويثبت حديثه؟ (¬4)
قال البيهقي في "المعرفة": وإنما أراد أبو عبد الله حديث حارثة عن عائشة (¬5). أي: في أبي داود والترمذي والدارقطني.
قال الترمذي: لا نعرفه من حديث عائشة إلا من هذا الوجه.
وأعله أبو داود، وقال الدارقطني: ليس بقوي. وقال البيهقي: غير محفوظ. وأما الحاكم فصححه من طريق أبي داود على شرط الشيخين ثم قال: وله شاهد صحيح الإسناد، فذكر حديث حارثة، قال: وإن لم يكن مالك يرضاه فقد رضيه أقرانه من الأئمة، قال: ولا أحفظ في
¬__________
(¬1) "البحر الزخار" 10/ 456 (4628)، باب: ما يستفتح به الصلاة. قال الهيثمي في "المجمع" 2/ 106: إسناده ضعيف. وقال الحافظ ابن رجب في "الفتح" 6/ 376: حديث غريب، إسناده فيه ضعف.
(¬2) "الثقات" 4/ 314، ترجمة سليمان بن سمرة، 6/ 274 ترجمة خبيب بن سليمان.
(¬3) "بيان الوهم والإيهام" 3/ 367 (1110)، 5/ 138 (2379). قال ابن القطان في الموضع الأول: علة حديث سمرة، هي الجهل بحال خبيب وأبيه. اهـ. بتصرف.
(¬4) نقل كلام الشافعي هذا البيهقي في "معرفة السنن والآثار" 2/ 345 - 346.
(¬5) "المعرفة" 2/ 346.

الصفحة 24