كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 7)

قوله: "سبحانك اللهم وبحمدك" أصح من هذين الحديثين.
قلت: الأول من رواية أبي الجوزاء عن عائشة، وبينهما انقطاع كما نبه عليه أبو عمر في "تمهيده" (¬1).
¬__________
(¬1) خلاصة ما ذكره المصنف -رحمه الله- أن حديث عائشة هذا روي من طريقين:
الأول: عن طلق بن غنام، عن عبد السلام بن حرب الملائي، عن بديل بن ميسرة، عن أبي الجوزاء، عن عائشة. رواه من هذا الطريق أبو داود (776)، والدارقطني 1/ 229، والحاكم 1/ 235، والبيهقي في "السنن" 2/ 34 - 35، وفي "المعرفة" 2/ 347 - 348 (3002).
قال أبو داود: وهذا الحديث ليس بالمشهور، لم يروه إلا طلق بن غنام، وقد روى قصة الصلاة عن بديل جماعة لم يذكروا فيه شيئًا من هذا. وقال الدارقطني: ليس هذا الحديث بالقوي. وقال البيهقي في "المعرفة": ليس بمحفوظ. ومال المصنف إلى تقويته في "البدر المنير" 3/ 533 وقال: لكنه مرسل، فإنه من رواية أبي الجوزاء عن عائشة. وقال الحافظ في "التلخيص" 1/ 226: رجال إسناده ثقات، لكن فيه انقطاع. وصححه الألباني في "صحيح أبي داود" (749).
الطريق الثاني: عن أبي معاوية، عن حارثة بن أبي الرجال عن عمرة عن عائشة.
ورواه من هذا الطريق الترمذي (243)، وابن ماجه (806)، وابن خزيمة 1/ 239 (470)، والدارقطني 1/ 301، والحاكم كما في "إتحاف المهرة" 17/ 730 - 731 (23136)، والبيهقي في "سننه" 2/ 34، وفي "المعرفة"2/ 346.
تنبيه هام: الحديث بهذا الإسناد سقط من مطبوع "المستدرك"، لذا عزوناه "للإتحاف" وقد علق محقق "الإتحاف" -وقد وضع إسناد الحاكم للحديث وقوله: صحيح الإسناد بين هلالين أو قوسين- قال: ما بين الهلالين ساقط من المطبوع، وهو موجود في أجل مخطوطة رواق المغاربة "للمستدرك" 1/ 115/ أ. اهـ.
قال ابن خزيمة: حارثة ليس من يحتج أهل الحديث بحديثه. وقال البيهقي في "السنن": وهذا لم نكتبه إلا من حديث حارثة بن أبي الرجال، وهو ضعيف. وزاد في "المعرفة": لا يحتج به، ضعفه ابن معين وأحمد والبخاري وغيرهم. وضعفه الحافظ أيضًا في "التلخيص" 1/ 229 بحارثة. وقال الألباني في "صحيح أبي داود" 3/ 365: بهذين الطريقين يأخذ الحديث قوة، وله شواهد يرتقي بها إلى درجة الصحيح. وانظر: "التمهيد" 20/ 205 - 206، "نتائج الأفكار" 1/ 396 - 400.

الصفحة 25