كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 7)

قَالَ ابن وهب: من لغا كانت صلاته ظهرًا ولم تكن له جمعة، وحرم فضلها (¬1). وقال عطاء: لا يقطعها شيء.
ولابن ماجه لما قَالَ أُبي لأَبِي الدرداء وسأله: متى أنزلت هذه السورة؟ والنبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ {تَبَارَكَ} على المنبر، فلما انصرفنا قَالَ له أُبيّ: ليس لك من صلاتك اليوم إلا ما لغوت، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "صدق أُبىُّ" (¬2).
وفي "مسند أحمد": براءة (¬3).
ولابن أبي شيبة أن عمر بن الخطاب هو المقول فيه: صدق عمر (¬4). وهو مرسل. وفي رواية له ضعيفة أن سعد بن أبي وقاص سمع رجلًا يتكلم فقال له: لا جمعة لك، فأخبر - صلى الله عليه وسلم - بذلك فقال: "صدق سعد" (¬5) وللبيهقي بإسنادٍ جيدٍ أن أبا ذر هو السائل لأُبيِّ بن كعب قَالَ: وقيل: إن جابرًا هو السائل لابن مسعود.
قَالَ: وهذا الاختلاف إنما هو في اسم صاحب القصة، واتفقت الرواة على تصديق النبي - صلى الله عليه وسلم - قائله (¬6).
¬__________
(¬1) "شرح ابن بطال" 2/ 519، وانظر: "الاستذكار" 2/ 22.
(¬2) "سنن ابن ماجة" (1111) وليس فيه ذكر لأبي الدرداء، إنما هو مسند أبي، وقد تقدم تخريجه. وحديث أبي الدرداء رواه البيهقي في "المعرفة" 4/ 378 (6522).
وصححه النووي في "المجموع" 4/ 395.
(¬3) "مسند أحمد" 5/ 143.
(¬4) "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 458 (5304) كتاب: الصلوات، باب: في الكلام إذا صعد الإمام المنبر وخطب.
(¬5) "مصنف ابن أبي شيبة" 1/ 459 (5306) كتاب: الصلوات، باب: في الكلام إذا صعد الإمام المنبر وخطب.
(¬6) "السنن الكبرى" 3/ 219 - 220 كتاب: الجمعة، باب: الإنصات للخطبة. وتقدم تخريج هذا الحديث.

الصفحة 600