كتاب التوضيح لشرح الجامع الصحيح (اسم الجزء: 7)

ثانيها:
اللغو: الهدر من القول والباطلُ. يقال: لغا يلغو لغوًا؛ ولغى يلغي لغيًا. وعلى هذه اللغة جاءت الرواية الأخرى.
قَالَ قتادة: في قوله تعالى: {وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا} [الفرقان: 72] لا يساعدون أهل الباطل على باطلهم (¬1).
ثالثها:
المراد بالصاحب هنا: الجليس إلى جنبه. ثم في هذه الرواية زيادة: يوم الجمعة. وإن كان المراد بالروايات جميعها خطبة الجمعة، لكن هذه الرواية صرحت بها زيادة في البيان، وفي رواية قدَّم الإنصات على الجمعة (¬2)،
وفي (آخرها) (¬3) بعكسها (¬4)، وفي أخرى ذكر الإمام (¬5). وكلٌ من هذه له فائدة.
فمن كانت عنايته أحد الأشياء الثلاثة قدمه في الذكر، والكل في
¬__________
(¬1) رواه ابن أبي حاتم في "تفسيره" 8/ 2736 (15449)، وذكره البغوي في "معالم التنزيل" 6/ 98.
(¬2) رواها مسلم (851) كتاب: الجمعة، باب: في الإنصات يوم الجمعة في الخطبة.
(¬3) كذا بالأصل، ولعلها: أخرى.
(¬4) رواها النسائي في "الكبرى" 1/ 534 (1727) كتاب: الجمعة، باب: الإنصات للخطبة، وعبد الرزاق 3/ 223 (5416) كتاب: الجمعة، باب: ما يقطع الجمعة، وأحمد 2/ 280، وابن الجارود في "المنتقى" 1/ 259 (299) كتاب: الطهارة، باب: الجمعة وابن خزيمة في "صحيحه" 3/ 153 (1805) كتاب: الجمعة، باب: الزجر عن إنصات الناس بالكلام يوم الجمعة والإمام يخطب، والبيهقي 3/ 219 كتاب: الجمعة، باب: الإنصات للخطبة.
(¬5) مسلم (851) كتاب: الجمعة، باب: في الإنصات يوم الجمعة في الخطبة.

الصفحة 602