كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 7)

وقال ابن المبارك في الزهد: أنبأنا الزبير بن عبد الله أن جدته أخبرته- وكانت خادما لعثمان- قالت: كان عثمان لا يوقظ نائما من أهله إلا أن يجده يقظانا, فيدعوه فيناوله وضوءه, وكان يصوم الدهر.
وقال ابن مسعود لما بويع بايعنا خيرنا ولم نأل.
وقال علي كان عثمان أوصلنا للرحم وكذا قالت عائشة لما بلغها قتله قتلوه وإنه لأوصلهم للرحم وأتقاهم للرب.
وكان سبب قتله أن أمراء الأمصار كانوا من أقاربه كان بالشام كلها معاوية وبالبصرة سعيد بن العاص وبمصر عَبد الله ابن سَعد بن أبي سرح وبخراسان عَبد الله بن عامر، وكان من حج منهم يشكو من أميره، وكان عثمان لين العريكة كثير الإحسان والحلم، وكان يستبدل ببعض أمرائه فيرضيهم ثم يعيده بعد إلى أن رحل أهل مصر يشكون من ابن أبي سرح, فعزله وكتب له كتابا بتولية محمد بن أبي بكر الصديق فرضوا بذلك فلما كانوا في أثناء الطريق رأوا راكبا على راحلة فاستخبروه فأخبرهم أنه من عند عثمان باستقرار ابن أبي سرح ومعاقبة جماعة من أعيانهم فأخذوا الكتاب ورجعوا وواجهوا به فحلف أنه ما كتب ولا أذن فقالوا سلمنا كاتبك فخشي عليه منهم القتل، وكان كاتبه مَروان بن الحكم وهو ابن عمه فغضبوا وحصروه في داره واجتمع جماعة يحمونه منهم فكان ينهاهم، عَن القتال إلى أن تسوروا عليه من دار إلى دار فدخلوا عليه فقتلوه فعظم ذلك على أهل الخير من الصحابة وغيرهم وانفتح باب الفتنة فكان ما كان والله المستعان.

الصفحة 105