كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 7)

وذكر ابن إسحاق أن العباس لما أسر يوم بدر قال له النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم أفد نفسك فإنك ذو مال فقال لا مال لي قال فأين المال الذي وضعته عند أم الفضل وقلت إن مت في وجهي هذا فللفضل كذا ولعبد الله كذا ولعبيد الله كذا ولقثم كذا ...الحديث.
فهذا ظاهر في أنه ولد قبل بدر.
وقد جزم ابن سعد بمقتضاه فقال مات النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم وله اثنتا عشرة سنة.
وأخرج البغوي والنسائي وأَحمد من طريق جعفر بن خالد بن سارة أن أباه أخبره أن عَبد الله بن جعفر قال لو رأيتني وقثما وعبيد الله ابني العباس ونحن صبيان نلعب إذ مر النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم على دابة فقال ارفعوا إلي هذا فحملني أمامه وقال لقثم ارفعوا إلي هذا فحمله وراءه قال، وكان عبيد الله أحب إلى العباس من قثم فما استحيا من عمه أن حمل قثما وترك عبيد الله. وقال الزبير كان سخيا جوادا، وكان ينحر ويذبح ويطعم في موضع المجزرة بالسوق بمكة واستعمله علي على اليمن وحج بالناس سنة ست وثلاثين.
وقال ابنُ سَعْد رأى النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم وسمع منه وقالوا كان عَبد الله وعبيد الله ابنا العباس إذا قدما مكة أوسعهم عَبد الله علما وعبيد الله طعاما، وكان عبيد الله يتجر.

الصفحة 13