كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 7)
أخرج ابن أبي عاصم والبغوي من طريق حماد بن سلمة، عَن هشام بن عُروَة، عَن أَبيه، عَن عبيد الله بن معمر قال: قال رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم ما أوتي أهل بيت الرفق إلا نفعهم ولا منعوه إلا ضرهم.
قال البَغَوِيُّ: لا أعلمه روى عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلم غيره ولا رواه، عَن هشام إلا حماد. انتهى.
وقال ابن مَنْدَه: اختلف في صحبته ولا يصح له حديث وقد أعل أَبو حاتم الرازي هذا الحديث فقال أدخل قوم لا يعرفون العلل هذا الحديث في مسانيد الوحدان وقالوا هذا ما أسند عبيد الله بن معمر عَنِ النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلم وهذا وهم إنما أراد حماد بن سلمة، عَن هشام بن عُروَة حديثه، عَن عَبد الله بن عبد الرحمن بن معمر وهو أَبو طوالة فلم يضبطه ووهم فيه ورواه أَبو معاوية، عَن هشام بن عُروَة فأظهر علته.
قلت: ويدل على إدراكه عصر النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم وهو مميز ما أَخرجه الزبير بن بكار، عَن عثمان بن عبد الرحمن أن عبيد الله بن معمر وعبد الله بن عامر بن كريز اشتريا من عمر بن الخطاب رقيقا من سبي ففضل عليهما من ثمنهم ثمانون ألف درهم فأمر بهما عمر فلزما بهما فقضى بينهما طلحة بن عبيد الله.