كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 7)
وقال ابن إِسحَاق: قال رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم والذي نفسي بيده لا يقاتلهم اليوم رجل فيقتل صابرا محتسبا مقبلا غير مدبر إلا أدخله الله الجنة فقال عمير بن الحمام أحد بني سلمة وفي يده تمرات يأكلهن بخ بخ فما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء فقذف التمر من يده وأخذ سيفه فقاتل حتى قتل وهو يقول:
ركضا إلى الله بغير زاد ... إلا التقى وعمل المعاد
والصبر في الله على الجهاد.
فكان أول قتيل [قتل] في سبيل الله في الحرب.
وقد وقعت لي هذه القصة موصولة بسند عال قرأت على أبي إسحاق التنوخي وأبي بكر بن عمر الفرضي وغيرهما عن أَحمد بن أبي طالب سماعا أنبأنا بن الليثي أنبأنا أَبو الوقت أنبأنا بن المظفر أنبأنا بن حمويه أنبأنا إبراهيم بن خزيمة أنبأنا عبد بن حميد، حَدَّثنا هاشم بن القاسم، حَدَّثنا سليمان بن المغيرة، عَن ثابت، عَن أنس قال: قال رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم "قوموا إلى جنة عرضها السماوات والأرض" فقال عمير بن الحمام، الأَنصارِيّ يا رسول الله جنة عرضها السماوات والأرض قال: نعم" قال بخ بخ قال: ما يحملك على قول بخ بخ" ؟ قال رجاء أن أكون من أهلها قال: فإنك من أهلها" فأخرج ثمرات من قرنه فجعل يأكل منها ثم قال لئن أنا حييت حتى آكل تمرا إنها لحياة طويلة قال فرمى بما كان معه من التمر ثم قاتلهم حتى قتل.