كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 7)

ونشأ عيسى زاهدا في الدنيا لم يتخذ بيتا ولا زوجة، وكان يسبح في الأرض ويتقوت بما يخرج منها ولا يدخر شيئا، وكان يخبر الناس بما يأكلون وما يدخرون كَما قَال الله تعالى ويحيى الموتي ويخلق الطير فقيل هو الخفاش قيل كان لا يعيش إلا يوما واحدا.
وقال وهب كان يطير بحيث يغيب، عَن الأعين فيقع ميتا ليتميز خلق الله من فعل غيره.
وقال الثعلبي إنما خص الخفاش لأنه [يجتمع فيه] الطير والدابة فله ثدي وأسنان ويحيض ويلد ويطير.
واتفق أن عصر عيسى كان فيه أعيان الأطباء فكان من معجزاته الإتيان بما لا قدرة لهم عليه وهو إبراء ألاكمه والأبرص.
ونزلت عليه المائدة وأرسل إلى بني إسرائيل وعلم التوراة وأنزل عليه الإنجيل فكان يقرؤهما ويدعو إليهما فكذبه اليهود وصدقه الحواريون فكانوا أنصاره وأعوانه وأرسلهم إلى من بعث إليه يدعونهم إلى التوحيد.
ثم إن اليهود تماثلوا على قتله فألقى الله شبهه على واحد من أتباعه ورفعه الله فأخذوا ذلك الرجل فقتلوه وصلبوه وظنوا أنهم قتلوا عيسى فاكذبهم الله في ذلك.

الصفحة 594