كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 7)

وأَخرجه الطبراني موصولا من وجه آخر، عَن جرير أن عيينة بن حصن دخل على النَّبِيِّ صَلى الله عَلَيه وسَلم فقال وعنده عائشة من هذه الجالسة إلى جانبك قال عائشة قال أفلا أنزل لك، عَن خير منها يعني امرأته فقال له النَّبيّ صَلى الله عَلَيه وسَلم اخرج فاستأذن فقال إنها يمين على ألا أستأذن على مضري فقالت عائشة من هذا فذكره.
ومن طريق أبي بكر بن عياش، عَن الأعمش، عَن أبي وائل سمعت عيينة بن حصن يقول لعبد الله بن مسعود أنا بن الأشياخ الشم فقال له عَبد الله ذاك يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم. وأخرج بن السَّكَن في ترجمته من طريق عَبد الله بن المبارك، عَن سعيد بن يزيد، عَن الحارث بن يزيد، عَن عيينة بن حصن قال: قال رَسُولُ اللهِ صَلى الله عَلَيه وسَلم "إن موسى عليه السلام آجر نفسه بعفة فرجه وشبع بطنه..." الحديث وأَخرجه قاسم بن ثابت في الدلائل من هذا الوجه.
وذكر أَبو حاتم السجستاني في كتاب الوصايا أن حصن بن حذيفة وصى ولده عند موته وكانوا عشرة قال، وكان سبب موته أن كرز بن عامر العقيلي طعنه فاشتد مرضه فقال لهم الموت أروح مما أنا فيه فأيكم يطيعني قالوا كلنا فبدأ بالأكبر فقال خذ سيفي هذا فضعه على صدري ثم اتكىء عليه حتى يخرج من ظهري, فقال يا أبتاه هل يقتل الرجل أباه فعرض ذلك عليهم واحدا واحدا فأبوا إلا عيينة فقال له يا أبت أليس لك فيما تأمرني به راحة وهوى ولك فيه مني طاعة قال بلى قال فمرني كيف أصنع قال ألق السيف يا بني فإني أردت أن أبلوكم فأعرف أطوعكم في حياتي فهو أطوع لي بعد موتي فاذهب أنت سيد ولدي من بعدي ولك رياستي فجمع بني بدر فأعلمهم ذلك فقام عيينة بالرياسة بعد أَبيه وقتل كرزا.

الصفحة 599