كتاب الإصابة في تمييز الصحابة (ط هجر) (اسم الجزء: 7)

وهكذا ذكر الزبير في الموفقيات.
وفي صحيح البُخارِيّ أن عيينة قال لابن أخيه الحر بن قيس استأذن لي على عمر فدخل عليه فقال ما تعطي الجزل ولا تقسم بالعدل فغضب وقال له الحر بن قيس إن الله يقول ?وأعرض، عَن الجاهلين? فتركه بهذا الحديث أو نحوه.
وذكر ابن عَبد البَرِّ أن عثمان تزوج بنته فدخل عليه عيينة يوما فأغلط له فقال له عثمان لو كان عمر ما أقدمت عليه.
وقال البُخَارِيُّ: في التاريخ الصغير، حَدَّثنا محمد بن العلاء وقال المحاملي في أماليه، حَدَّثنا هارون بن عَبد الله واللفظ له قالا، حَدَّثنا عبد الرحمن بن حميد المحاربي، حَدَّثنا حجاج بن دينار، عَن أبي عثمان، عَن محمد بن سيرين، عَن عبيدة بن عَمرو قال جاء الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن إلى أبي بكر الصديق رضي الله عنه فقال يا خليفة رسول الله إن عندنا أرضا سبخة ليس فيها كلأ ولا منفعة فإن رأيت أن تقطعناها فأجابهما وكتب لهما وأشهد القوم وعمر ليس فيهم فانطلقا إلى عمر ليشهداه فيه فتناول الكتاب وتفل فيه ومحاه فتذمرا له وقالا له مقالة سيئة فقال إن رسول الله صَلى الله عَلَيه وسَلم كان يتألفكما والإسلام يومئذ قليل إن الله قد أعز الإسلام اذهبا فاجهدا علي جهدكما لا رعى الله عليكما إن رعيتما فأقبلا إلى أبي بكر وهما يتذمران فقالا ما ندري والله أنت الخليفة أو عمر فقال لا بل هو لو كان شاء فجاء عمر وهو مغضب حتى وقف على أبي بكر فقال أخبرني، عَن هذا الذي أقطعتهما أرض هي لك خاصة أو للمسلمين عامة قال بل للمسلمين عامة قال فما حملك على أن تخص بها هذين قال استشرت الذين حولي فأشاروا علي بذلك وقد قلت: لك إنك أقوى على هذا مني فغلبتني.

الصفحة 600