كتاب الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (اسم الجزء: 7)

فنظَر إليه، فإذا هو قد خُطِمَ أنفُه (¬1)، وشُقَّ وجهُه كضربةِ السوط، فاخضرَّ ذلك أجمَعُ، فجاء الأنصاري، فحدَّث بذلك رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: صدْقتَ ذلك مِن مَدَد السماء الثالثة، فقَتَلوا يومئذٍ سبعين وأسروا سبعين" (¬2).
وعن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- أن النبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان إذا خاف قوماً قال: "اللهمّ إنّا نجعلُكَ في نحورهم، ونعوذُ بك مِن شرورهم" (¬3).
وعن سهل بن سعد -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ثنتان لا تُردّان -أو قلّما تُردّان-: الدعاء عند النداء، وعند البأس حين يُلْحِمُ (¬4) بعضُهم بعضاً" (¬5).
وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله إذا غزا قال: "اللهم أنت عَضُدي ونَصيري، بك أحول، وبك أصول (¬6)، وبك أقاتل" (¬7).
وعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: " {حَسْبُنَا اَللهُ وَنِعْمَ الوكيلُ}
¬__________
(¬1) الخطم: الأثر على الأنف.
(¬2) أخرجه مسلم: 1763.
(¬3) أخرجه أبو داود والنسائي، وصححه شيخنا -رحمه اللهَ في "الكَلِم الطيب"، رقم (124).
(¬4) بضم الياء وكسر الحاء كما قال المناوي، وجاء في "النّهاية": "أيْ يَشْتَبِك الحرْبُ بينهم، ويَلْزَم بعضُهم بَعْضاً".
(¬5) أخرجه أبو داود "صحيح سنن أبي داود" (2215)، وصححه شيخنا -رحمه الله- في "المشكاة" (672).
(¬6) أي: أسطوا وأقهر، والصولة: الحملة والوثبة. "النّهاية".
(¬7) أخرجه أبو داود "صحيح سنن أبي داود" (2291)، والترمذي "صحيح سنن الترمذي" (2836) وانظر "الكَلِم الطيب"، بتحقيق شيخنا -رحمه الله- رقم (125).

الصفحة 124