كتاب الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (اسم الجزء: 7)

وسمْعتُه يقول: "لا حمى إلاّ لله ولرسوله" (¬1).
قال الإمام أحمد -رحمه الله-: "لا بأس بالبيات، ولا أعلم أحداً كَرِهَه" (¬2).

القتال أول النهار أو الانتظار حتى تهُبّ الريح
عن صخرٍ الغامديِّ -رضي الله عنه- عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "اللهمَّ بارِك لأمّتي في بُكورها (¬3) وكان إذا بعثَ سريَّة أو جيشاً؛ بَعَثهُم من أوّل النهار، وكان صخرٌ رجلاً تاجراً، وكان يبعث تجارتَه مِن أوّل النهار؛ فأثرى وكثُر مالُه" (¬4).
وعن جُبَير بن حَيَّة قال: "بَعَث عُمر النّاس في أفناء الأمصار يقاتلون المشركين فأسلم الهرمُزان ... وذكر الحديث إلى أن قال: فقال النعمان: ربما أشهدَك الله مثلها مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فلم يُندِّمك ولم يُخْزِك ولكني شهْدتُ القتال مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كان إذا لم يقاتِل في أول النهار؛ انتظر حتى تهبَّ الأرواح (¬5) وتحضرَ
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري: 3012 وهذا لفظه، ومسلم: 1745 وتقدّم. قال العلاّمة العيني - رحمه الله- في "عمدة القاري": "معناه: لا حمى لأحد يخصُّ به نفسه، وإنما هو لله ولرسوله، ولمن وَرِث ذلك عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من الخلفاء؛ للمصلحة الشاملة للمسلمين، وما يَحتاجون إلى حمايته".
(¬2) انظر "الفتح".
(¬3) قال في "المرقاة" (7/ 454): "أي صَباحِها وأوّل نهارِها ... ، وهو يشمَل طلبَ العِلم والكَسب".
(¬4) أخرجه الترمذي وأبو داود "صحيح سنن أبي داود" (2207)، وانظر "المشكاة" (3908).
(¬5) الأرواح: جمع ريح وأصله الواو، لكن لما انكسر ما قبل الواو الساكنة انقلبت ياء والجمع يَرُدُّ الأشياءَ إلى أصولها ... "الفتح".

الصفحة 143