كتاب الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (اسم الجزء: 7)

عليهم [غير حمزة] " (¬1).
الرابع: عن عبد الله بن الزُّبير في قصة أُحُدٍ واستشهاد حنظلَة بن أبي عامر، قال: "فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: إنّ صاحِبَكم تَغسِلُه الملائكةُ، فاسألوا صاحِبَتَه، فقالت: خَرَجَ وهو جُنُبٌ لمّا سَمِع الهائعة (¬2)، فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لذلك غسَّلتْهُ الملائكة" (¬3).
الخامس: عن ابن عباس قال: "أصيبَ حمزةُ بن عبد المطّلب، وحنظلةُ بن الراهب، وهما جُنُبٌ (¬4)، فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: رأيتُ الملائكةَ تُغَسِّلُهما" (¬5).
قال شيخنا -رحمه الله - في "أحكام الجنائز" (ص 75):
"واعلم أن وجه دلالة الحديث على عدم مشروعية غَسْل الشهيد الجنبِ؛ هو ما ذكَره الشافعيةُ وغيرهُم؛ أنّه لو كان واجباً لما سَقَطَ بغسل الملائكةِ، ولأَمرَ النبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بغسلِه، لأنّ المقصودَ منه تعبُّدُ الآدمى به، انظر "المجموع" (5/ 263) و"نيل الأوطار" (4/ 26) ".
¬__________
(¬1) أخرجه أبو داود والزيادة له وللحاكم والترمذي وحسّنه، وغيرهم وانظر "أحكام الجنائز" (ص 73).
(¬2) هو الصوتُ الذي تفْزَعُ منه، وتخافه من عدوّ. "النّهاية".
(¬3) أخرجه ابن حبان في "صحيحه"، والحاكم، والبيهقي بإسناد جيد، وانظر "أحكام الجنائز" (ص 74).
(¬4) كذا في "السنن والآثار" للبيهقي، وفي "معجم الطبرانيّ الكبير" "جُنُبان".
(¬5) أخرجه الطبرانيّ في "الكبير" وإسناده حسنٌ، كما قال الهيثمي في "المجمع" (3/ 23).
وانظر "أحكام الجنائز"، (ص 75).

الصفحة 164