كتاب الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (اسم الجزء: 7)

وعدَه (¬1)، ونصَر عبدَه، وهزَم الأحزاب وحده (¬2) " (¬3).

إذا قَدِمَ الإمام أو القائد مِن الغزو يبدأ بالمسجد فيركع فيه ركعتين
عن كعب بن مالك -رضي الله عنه- قال: " ... وصبَّح رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قادماً، وكان إذا قَدِم مِن سفرٍ (¬4) بدأ بالمسجد فيركع فيه ركعتين، ثمّ جَلَس للناس" (¬5).

مراجعة الإمام أو القائد مَن تخلّف من الغزو والقتال
في الحديث المتقدّم: "ثمّ جلَس للناس، فلمّا فَعل ذلك جاءه المخلَّفون، فطفِقوا يعتذرون إليه، ويحلفون له، وكانوا بضعةً وثمانين رجلاً، فقَبِل منهم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - علانِيَّتَهم وبايعَهَم واستغَفَر لهم وَوَكَل سرائرهم إلى الله، فجئتُه (¬6) فلمّا سلّمتُ عليه تبسَّم تبسُّم المُغضَب، ثمّ قال: تعال، فجئت أمشي حتى جلستُ بين يديه، فقال لي: ما خلَّفَك؟ ألم تكن قد ابتعتَ ظهرك؟ ... " (¬7).
¬__________
(¬1) أي صدَق وَعْدَه في إظهار الدين، وكون العاقبة للمتقين، وغير ذلك من وعْدِه -سبحانه-. "شرح النّووي".
(¬2) وهزم الأحزاب وحده: أي: مِن غير قتال من الآدميين، والمُراد بالأحزاب: الذين اجتمعوا يوم الخندق، وتحزّبوا على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فأرسَل الله عليهم ريحاً وجنوداً لم يَروها.
(¬3) أخرجه البخاري: 1979 واللفظ له، ومسلم: 1344.
(¬4) هكذا ورَد في السَّفَر، وهو أعمّ مِن الغزو في مفارقة الوطن، وقد ورَد هذا السياق في غزوة تبوك في قصة توبة كعب بن مالك وصاحبيه -رضي الله عنهم-.
(¬5) أخرجه البخاري: 4418، أخرجه مسلم: 2769.
(¬6) أي كعب بن مالك.
(¬7) أخرجه البخاري: 4418، ومسلم: 2769.

الصفحة 167