كتاب الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (اسم الجزء: 7)

الإسلام كما يمرُق السهم من الرَّميّة، لئن أدركتُهم لأقتلنّهم قَتْل عاد" (¬1).
وفي رواية: قال أبو سعيد -رضي الله عنه-: "بينا نحن عند رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وهو يَقسِم قَسْماً، أتاه ذو الخويصِرة -وهو رجلٌ من بني تميم- فقال: يا رسول الله اعدِل، قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ويلك، ومَن يَعدِل إنْ لم أعدِل؟ قد خِبتَُ وخسرتَُ إنْ لم أعدل، فقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: يا رسول الله ائذن لي فيه أضرب عنقه.
قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: دعه فإنّ له أصحاباً يحقِر أحدُكم صلاتَه مع صلاتهم، وصيامَه مع صيامهم، يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيَهم (¬2)، يمرقون من الإسلام؛ كما يمرُق السهم مِن الرميّة" (¬3).
وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: "أتى رجل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالجِعْرانَة مُنْصَرَفَه (¬4) مِن حُنين وفي ثوب بلالٍ فضّة، ورسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقبض منها يُعطي الناس، فقال: يا محمّد اعدل، قال: ويلك ومَن يَعدِل إذا لم أكن أعدِل؟ لقد خبتَُ وخسِرْتَُ إن لم أكن أعدل.
فقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: دعني يا رسول الله فأقتلَ هذا
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري: 7432، ومسلم: 1064.
(¬2) التراقي: جمع تَرْقُوة، وهي العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق، وهما تَرقُوتان مِن الجانبين. والمعنى: أن قراءتهم لا يرفعها الله، ولا يقبلها، فكأنها لم تتجاوز حلوقهم "النّهاية".
(¬3) أخرجه مسلم: (1064 - 148).
(¬4) أي: حين انصرافه -عليه الصلاة والسلام-.

الصفحة 304