كتاب الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (اسم الجزء: 7)

خبرُها، وما حلّ بها، كما قال: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا مَا حَوْلَكُمْ مِنَ الْقُرَى وَصَرَّفْنَا الْآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (¬1)، وقال -تعالى-: {وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ} (¬2)، وقال: {أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ} (¬3).
فجعلهم عبرةً ونكالاً لمن في زمانهم، وعبرة لمن يأتي بعدهم بالخبر المتواتر عنهم، ولهذا قال: {وَمَوْعِظَةً للمُتَّقِينَ} ".
وفي الحديث: "لعَن الله اليهود إن الله حرّم عليهم الشحوم؛ فباعوها وأكلوا أثمانها وإنّ الله إذا حرّم على قوم أكْل شيء؛ حرّم عليهم ثمنَه" (¬4).

8 - ترْك البِدَع
ومن أسباب النصر والتمكين ترْك البِدع، ففي حديث العرباض بن سارية المتقدّم: " ... إنّه من يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً ... ".
ثمّ كان بيان الدواء النبوي: " ... وإيّاكم ومحدثات الأمور، فإنّ كلّ بدعة ضلالة".
فقد بيَّن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنّ البدع سببٌ في الاختلاف الكثير، وأنّ تَرْك المحدثات طريق النجاة والائتلاف.
وإذا كانت كلّ بدعة ضلالة؛ فكيف يَنتصرُ الضالون؟!
¬__________
(¬1) الأحقاف: 27.
(¬2) الرعد: 31.
(¬3) الأنبياء: 44.
(¬4) أخرجه أحمد في مسنده، وأبو داود "صحيح سنن أبي داود" (2978).

الصفحة 337