كتاب الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (اسم الجزء: 7)

الموت" (¬1).
وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: "يُوشِكُ أهل العراق أنْ لا يُجْبَى إليهم قَفِيزٌ ولا دِرهم. قلنا: مِنْ أين ذاك؟ قال: من قِبَلِ العَجَم. يمنعون ذاك. ثم قال: يُوشِك أهل الشَّأْم أن لا يُجْبَى إليهم دينار ولا مُدْيٌ.
قلنا: مِن أين ذاك؟ قال مِن قِبَلِ الرُّوم ثمّ أسْكَتَ (¬2) هُنَيَّةً (¬3).
ثمّ قال: قال رسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: يكون في آخر أمَّتي خليفةٌ؛ يَحثي المال حَثْياً لا يَعُدُّه عدداً" (¬4).
قال: قلتُ لأبي نضرةَ وأبي العلاء: أتريان أنّه عمرُ بن عبد العزيز؟ فقالا: لا.
وقد قال الله- تعالى-: {ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً} (¬5).
وقال -سبحانه-: {وكان حقاً علينا نصرُ المؤمنين} (¬6).
وقال -سبحانه-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} (¬7).
¬__________
(¬1) أخرجه أبو داود وغيره، وصحَّحه شيخنا -رحمه الله- في "الصحيحة" (958).
(¬2) سكَتَ وأسْكَت: لغتان بمعنى صمت، وقيل: أسكت بمعنى أطرق وقيل بمعنى أعرض، "شرح النّووي". وانظر للمزيد من الفائدة ما قاله ابن الأثير -رحمه الله- في "النّهاية".
(¬3) هُنَيَّةً: أي قليلاً من الزمان، وهو تصغير هَنَة. "النّهاية".
(¬4) أخرجه مسلم: 2913.
(¬5) النساء: 141.
(¬6) الروم: 47.
(¬7) محمد: 7.

الصفحة 354