كتاب الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (اسم الجزء: 7)
عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جدِّه أنَّ النبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعَث معاذاً وأبا موسى إلى اليمن قال يسِّرا ولا تُعسِّرا، وبشّرا ولا تُنَفِّرا، وتطاوَعا ولا تختلفا" (¬1).
5 - التحايل على الدين، ولاسيّما في أمور التجارة والبيع والشراء وتقدّم غير بعيد حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-: "إذا تبايعتم بالعِينَة، ... ".
6 - إدخال المظهريات الجوفاء والشكليات الخاوية في أمور الدين. "إذا زوَّقتم مساجدكم وحلَّيْتُم مصاحفكم فالدمار عليكم" (¬2).
وأقول: وفي الحديث: "أيُّما أهلُ بيتٍ مِن العرَب والعجَم، أراد الله بهم خيراً، أدخَل عليهم الإسلام، ثمّ تقع الفتن كأنها الظُّلل (¬3) " (¬4).
"وخرَج عمر بن الخطاب إلى الشام، ومعه أبو عبيدة بن الجراح، فأتَوا على مخاضةٍ (¬5) وعمرُ على ناقة، فنزَل عنها، وخلَع خفَّيه، فوضعَهما على عاتقه، وأخَذ بزمام ناقته، فخاض بها المخاضة.
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري: 3038، ومسلم: 1733، وتقدّم.
(¬2) أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنَّف" وهناك خلاف بين رفْعه ووقْفه على أبي الدرداء -رضي الله عنه- وانظر تخريجه في "الصحيحة" (1351)، وفيه رجَّح شيخنا رفْعه.
قلت: ذكر شيخنا -رحمه الله- أن ابن أبي شيبة رواه مرفوعاً، وعزاه إلى مخطوطة الظاهرية.
أقول: هي في المطبوعة برقم (3148) موقوفة على أبي سعيد: فالإسناد هكذا ... عن سعيد بن أبي سعيد قال: قال أبي: وذكَره.
(¬3) الظُّلل: واحدتها ظُلَّة، كل ما أظلَّك؛ أراد كأنَّها الجبال والسُّحُب. "النّهاية".
(¬4) أخرجه أحمد والحاكم وغيرهما، وصحَّحه شيخنا -رحمه الله- في "الصحيحة" (51).
(¬5) الخوض: المشي في الماء، والموضع مخاضة: وهو ما جاز الناس فيها مشاة وركباناً. "لسان العرب".