كتاب الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (اسم الجزء: 7)
أُبغوني (¬1) الضعفاء، فإنما تُرزَقون وتُنصَرون بضُعفائكم" (¬2).
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "رُبَّ أَشْعَثَ (¬3) مَدْفُوعٍ بِالْأَبْوَابِ لَوْ أقْسَمَ عَلَى الله لأبَرَّهُ" (¬4).
وقال الإمام البخاري -رحمه الله-: (باب من استعَان بالضعفاء والصالحين في الحرب) (¬5). ثم قال: وقال ابن عباس: "أخبرني أبو سفيان قال لي قيصر: سألتك أشرافُ الناس اتَّبعوه أم ضعفاؤُهم؟ فزعمْتَ ضعفاءَهم، وهم أتباع الرُّسل" (¬6).
جواز تخلّفِ الإمام عن السرية لمصلحة (¬7)
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "انتدَب الله لمن خرَج في سبيله، لا يُخْرجه إلاَّ إيمان بي وتصديق برُسُلي، أن أُرجِعه بما نال من أجرٍ
¬__________
(¬1) بوصل الهمزة وقطعها، وانظر -للمزيد من الفائدة إن شئت- "النّهاية" و"فيض القدير" (1/ 82).
(¬2) أخرجه أبو داود "صحيح سنن أبي داود" (2260)، والترمذي "صحيح سنن الترمذي" (1392)، والنسائي "صحيح سنن النسائي" (2979)، وانظر "الصحيحة" (779).
(¬3) الأشعث: المُلبّد الشعر المُغبَرّ غير مدهون ولا مُرجَّل. انظر "شرح النّووي".
(¬4) أخرجه مسلم: 2622.
(¬5) انظر "صحيح البخاري" (كتاب الجهاد) (باب - 76).
(¬6) رواه البخاري معلقاً مجزوماً به في المصدر المشار إليه آنفاً، ووصله في (بدء الوحي) برقم (6)، وأخرجه مسلم: 1773.
(¬7) في "صحيح ابن حبان" "ذكْرِ الأخبار عن جواز تخلُّف الإمام عن السرية إذا خَرَجَت في سبيل الله -جلّ وعلا-".