كتاب الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (اسم الجزء: 7)

نفعَلَه، وإنّ أحدَكم لن يزال بخير ما اتقى الله، وإذا شكَّ في نفسه شيء سأل رجلاً فشفاه منه، وأوشك أن لا تجدوه والذي لا إله إلاَّ هو ما أذكر ما غَبَر (¬1) من الدنيا إلاّ كالثَّغْب (¬2) شُرِبَ صَفْوُه وبقي كَدَرُه" (¬3).

عقوبة مَن عصى الأمير أو القائد (¬4)
عن البراء بن عازب -رضي الله عنهما- قال: "جعل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على الرَّجَّالة (¬5) يوم أحدٍ -وكانوا خمسين رجلاً- عبد الله بن جُبَيْر فقال: إنْ رأيتمونا تَخْطَفُنا الطَّير (¬6)؛ فلا تَبْرحُوا مكانكم هذا حتى أرسل إليكم، وإنْ رأيتمونا هَزَمْنا القومَ وأوْطأناهُم (¬7)؛ فلا تبرحوا حتى أُرسِل إليكم، فهزموهم.
¬__________
(¬1) ما غَبر: أي ما مضى، وهو مِن الأضداد؛ يُطلَق على ما مضى وعلى ما بقي، وهو هنا محتمَلٌ للأمرين. "الفتح".
(¬2) الثَّغْب:: الموضع المطمئنّ في أعلى الجبل؛ يستنقع فيه ماء المطر، وقيل: هو غديرٌ في غِلَظٍ مِن الأرض، أو على صخرةٍ ويكون قليلاً" "النّهاية".
(¬3) أخرجه البخاري: 2964.
(¬4) مقتبس من "صحيح البخاري" (كتاب الجهاد والسِّير) (باب - 164).
(¬5) الرَّجَّالة: جمع الرجل: الفارس. "الكرماني".
(¬6) تخطفنا الطّير: مَثَلٌ يريد به الهزيمة، أي: إذا رأيتمونا انهزمنا؛ فلا تفارقوا مكانكم. "شرح الكرماني".
(¬7) قال ابن التين: يريد مشينا عليهم وهم قتلى على الأرض، وقال الكرماني: الهمزة في أوطأناهم للتعريض، أي: جعلناهم في معرض الدوس بالقدم. قاله العيني في "عمدة القاري" (14/ 283).

الصفحة 65