كتاب الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (اسم الجزء: 7)

يقول: "ليس الكذّاب الذي يُصلح بين النّاس فيَنْمي (¬1) خيراً أو يقول خيراً" (¬2).
وفي رواية قال ابن شهاب: "ولم أسمع يُرخَّص في شيء مما يقول النّاس كَذِبٌ إلاَّ في ثلاث: الحرب، والإصلاح بين الناس، وحديث الرجل امرأتَه، وحديث المرأة زوجَها" (¬3).
قال الإمام البخاري -رحمه الله-: "باب الكذب في الحرب" (¬4) ثمّ ذكر تحته حديث قَتْل كعبِ بن الأشرف" (¬5).
وفي استئذان محمد بن مسْلَمة -رضي الله عنه- الكذِب للخدعة؛ إذ قال: "ائذن لي فلأقُل، قال: قل" (¬6).
وفي رواية: "فقال محمّد بن مسلمة -رضي الله عنه- لكعب بن الأشرف: إنّ هذا -يعني النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -- قد عنّانا (¬7) وسأَلنا الصدقة ... فلم يزَلْ يكلّمه، حتى استمكَن منه فقتلَه" (¬8).
¬__________
(¬1) ينمي -بفتح أوله وكَسْر الميم- أي: يُبلغ، تقول: نميت الحديث أنميه، إذا بلّغتَه على وجه الإصلاح وطلب الخير، فإذا بلّغتَه على وجه الإفساد والنميمة قلت: نمّيته -بالتشديد- كذا قال الجمهور، قاله الحافظ -رحمه الله- في "الفتح".
(¬2) أخرجه البخاري: 2692، ومسلم: 2605.
(¬3) أخرجه مسلم: 2605.
(¬4) انظر "صحيح البخاري" (كتاب الجهاد والسِّير) (158 - باب).
(¬5) انظر إن -شئت- بر قم: 3031.
(¬6) أخرجه البخاري: 3032، ومسلم: 1801 وهذا لفظه.
(¬7) عنّانا: أي أتعَبنا.
(¬8) أخرجه البخاري: 3031 وهذا لفظه، ومسلم: 1801.

الصفحة 75