كتاب الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (اسم الجزء: 7)
فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} (¬1).
وفي حديث معاذ بن جبل -رضي الله عنه-، عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنه قال: "الغزو غزوانِ: فأمّا مَن ابتغى وجه الله، وأطاعَ الإمام وأنفَق الكريمةَ (¬2)، وياسَرَ الشريك (¬3)، واجتنَب الفساد، فإنَّ نومه ونُبْهَهُ (¬4) أجرٌ كلُّه" (¬5).
وعن أبي موسى -رضي الله عنه- قال: قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إنَّ الأشعريين إذا أرملوا (¬6) في الغزو، أو قلَّ طعامُ عيالهم بالمدينة؛ جَمَعوا ما كان عندهم في ثوبٍ واحد، ثمّ اقتسموه بينهم؛ في إناءٍ واحدٍ بالسَّويَّة، فهم منّي وأنا منهم" (¬7).
وعن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما-، حدَّث عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، "أنه أراد أن يغزو فقال: يا معشر المهاجرين والأنصار، إنَّ من إخوانكم قوماً؛ ليس لهم مال ولا عشيرة، فَلْيَضُمَّ أحدكم إليه الرجلين أو الثلاثة، فما لأحدنا مِن ظَهْرٍ يحمله إلاَّ عُقبةٌ كعُقْبَةِ (¬8) -يعني-
¬__________
(¬1) الحشر: 9.
(¬2) أنفَقَ الكريمة: العزيزة على صاحبها. "النّهاية".
(¬3) ياسَر الشريك: ساهَلَه. "المصدر السابق".
(¬4) النُّبْهُ: الانتباه من النوم. "المصدر السابق".
(¬5) أخرجه أبو داود (2515)، وهو في "الصحيحة" (1990).
(¬6) أرملوا: فَنِي زادهم، وأصله من الرَّمل؛ كأنّهم لصقوا بالرَّمل من القلَّة، كما قيل في {ذَا مَتْرَبَةٍ}. "فتح".
(¬7) أخرجه البخاري: 2486، ومسلم: 2500.
(¬8) عُقبة: العُقبة بالضم: ركوب مركب واحد بالنوبة على التعاقُب، وهو أن يركب هذا قليلاً، ثم ينزل، فيركب الآخر بالنوبة، حتى يأتي على سائرهم. ملتقط من "الفتح" و"عون المعبود". والمعنى: لم يكن لي فضلٌ في الركوب على الذين ضممتُهم إليَّ، بل كان لي عُقبةٌ من جملي مثل عُقبة أحدهم. "عون المعبود".