كتاب الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (اسم الجزء: 7)
معهم (¬1)، قال لما بلَغ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنّ أهل فارس قد ملّكوا عليهم بنت كسرى، قال: لن يُفْلِح قومٌ ولَّوا أمرَهم امرأة" (¬2).
وما ورد من مشاركة بعض النساء في القتال -في حدودٍ ضيقةٍ- يختلف عن تولّيها أمرَ القتال والقيادة.
فضل الخدمة في الغزو
عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: "صَحِبْتُ جريرَ بن عبد الله؛ فكان يخدمني وهو أكبر من أنس. قال جرير: إنّي رأيت الأنصار يصنعون شيئاً لا أجد أحداً منهم إلاَّ أكْرمتُه (¬3) " (¬4).
وعن أنس -رضي الله عنه- قال: "كنّا مع النبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أكثرنا ظِلاًّ الذي يستظل بكسائه، وأمّا الذين صاموا فلم يعملوا شيئاً، وأما الذين أفطروا فبعثوا الركاب وامتهنوا وعالجوا، فقال النبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: ذهب المفطرون اليوم بالأجر" (¬5).
¬__________
(¬1) تأمّل كيف نَفَع الله -تعالى- أبا بكرة -رضي الله عنه- لأنه عَمِل بمقتضى الحديث، ولم يتأوّله فيقول: هذه أم المؤمنين -رضي الله عنها- والأمر سائغ، بل إنّ الله -تعالى- نجّاه من الفتنة والقتال؛ ببركة تعظِيم الحديث وإمضائه.
(¬2) أخرجه البخاري: 4425.
(¬3) قال الحافظ -رحمه الله-: في رواية نصر "آليت -أي حَلَفْت- أن لا أصحب أحداً منهم إلاَّ خَدَمْته".
(¬4) أخرجه البخاري: 2888، ومسلم: 2513.
(¬5) أخرجه البخاري: 2890، واللفظ له، ومسلم: 1119.