كتاب الموسوعة الفقهية الميسرة في فقه الكتاب والسنة المطهرة (اسم الجزء: 7)
أميراً على جيش أو سريَّة (¬1) أوصاه في خاصَّته بتقوى الله ومَن معه مِن المُسلمين خيراً، ثمَّ قال: "اغزوا باسم الله، في سبيل الله، قاتلوا مَن كَفر بالله اغْزوا ولا تَغُلّوا ولا تَغدرِوا ولا تَمْثُلوا ولا تقتلوا وليداً" (¬2).
ومما ينهى عنه في الحرب:
1 - قَتْل النساء والوِلدان.
عن عبد الله ابن عمر -رضي الله عنهما-: "إنّ امرأةً وُجِدت في بعض مغازي النبيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مقتولة، فأنكَر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَتْل النساء والصبيان" (¬3).
وعن رباح بن ربيع -رضي الله عنه- قال: "كُنّا مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في غزوة، فرأى النّاس مجُتمعين على شيء، فبعَث رجلاً فقال: انظر عَلامَ اجتمع هؤلاء؟ فجاء فقال: على امرأةٍ قَتيل، فقال: ما كانت لتُقاتِل! قال: وعلى المقدمة خالد بن الوليد، فبعَث رجلاً ففال: قُل لخالد لا تقتلنَّ امرأةً ولا عسيفاً (¬4) " (¬5).
قال القاري -رحمه الله-: ولعلّ علامته أن يكون بلا سلاح.
¬__________
(¬1) السريَّة: هي قطعة من الجيش؛ تخرج منه، تغير وترجع إليه، قالوا: سُميّت سريّة؛ لأنّها تسري الليل ويخفى ذهابُها. "شرح النّووي" وتقدّم.
(¬2) أخرجه مسلم: 1731 وتقدم غير بعيد.
(¬3) أخرجه البخاري: 3014، ومسلم: 1744.
(¬4) عسيفاً: أي أجيراً.
(¬5) أخرجه أبو داود "صحيح سنن أبي داود" (2324)، وابن ماجه "صحيح سنن ابن ماجه" (2294)، وانظر "الصحيحة" (701).