كتاب صحيح وضعيف تاريخ الطبري (اسم الجزء: 7)

٨ - وحُدِّثت عن هشام بن محمّد، قال: أتى جبريل رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أوّل ما أتاه ليلةَ السَّبْت، وليلة الأحد، ثم ظهر له برسالة الله عزَّ وجلَّ يوم الإثنين، فعلَّمه الوضوء، وعَلَّمه الصلاة، وعلَّمه: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١)}، وكان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم الإثنين - يوم أوحي إليه - أربعون سنه (١). (٢: ٣٠٤).
٩ - قال أبو جعفر: ثم كانَ أوّل شيء فَرضَ الله عزَّ وجلَّ من شرائع الإسلام عليه بعد الإقرار بالتوحيد والبراءة من الأوثان والأصنام وخلْع الأنداد الصلاةُ - فيما ذكر:
حدَّثنا ابنُ حُميد، قال: حدَّثنا سلمة، قال: حدَّثني محمّد بن إسحاق، قال: وحدَّثني بعضُ أهلِ العلم أن الصَّلاة حين افترِضَتْ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أتاه جبْرَئيل وهو بأعلَى مكّة، فهمزَ له بعقبه في ناحية الوادي، فانفجرت منه عين، فتوضّأ جبرئيل - عليه السلام -، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ينظر إليه ليريه كيف الطهور للصلاة، ثم توضّأ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - كما رأى جبرئيل - عليه السلام - توضّأ، ثم قام جبرئيل عليه السلام، فصلَّى به وصلَّى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بصلاته. ثم انصرف جبرئيل عليه السّلام، فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خديجة، فتوضّأ لها يُريها كيفَ الطَّهور للصَّلاة؛ كما أراه جبرئيل - عليه السلام -، فتوضأتْ كما توضّأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم صلَّى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كما صلَّى به جبرئيل - عليه السلام -، فصلتْ بصلاته (٢). (٣٠٧: ٢).
---------------
(١) إسناده ضعيف جدًّا للأسباب التالية:
١ - الانقطاع بين الطبري وابن هشام بن محمد.
٢ - والانقطاع بين هشام بن محمد والصحابي فهو معضل.
٣ - ضعف هشام بن محمد نفسه. قال الدارقطني: متروك. وقال ابن عساكر: رافضي ليس بثقة (لسان الميزان ٧/ ٢٧٠ / ت ٩٠١٣) وقال ابن عدي: وهذا كما قال أحمد: هشام بن الكلبي الغالب عليه الأخبار والأسمار والنِّسبَة ولا أعرف له شيئًا من المسند (الكامل ٧/ ١١٠ / ت ٢٠٢٦).
(٢) إسناده ضعيف: وقد أخرجه ابن إسحاق منقطعًا (سيرة ابن هشام ١/ ٣١٠) وأخرجه أحمد مختصرًا جدًّا .. وفيه أن جبريل - عليه السلام - علَّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الوضوء، وفي إسناده: رشدين وهو ضعيف (المسند / ٥/ ٣٠٣) وأخرجه ابن لهيعة في المغازي وقال عنه الحافظ: وهو مرسل (الفتح ٢/ ٤) وأخرجه ابن ماجة (١/ ١٥٧) وفيه ابن لهيعة وهو ضعيف. وقال السهيلي في الروض (١/ ٢٨٢): وهذا الحديث مقطوع في السيرة ومثله لا يكون أصلًا في =

الصفحة 10