كتاب صحيح وضعيف تاريخ الطبري (اسم الجزء: 7)

أعطاك ربُّك، وهذه مساكنك، قال: وأخذ جبرئيل بيده من تربته، فإذا هو مسك أذفَرُ، ثم خرج إلى سِدْرَةِ المُنْتَهَى وهي سدرة نَبْق أعظمُها أمثال الجرار، وأصغرها أمثال البَيض، فدَنَا ربُّك عزّ وجلَّ: {فَكَانَ قَابَ قَوْسَينِ أَوْ أَدْنَى}، فجعل يتغشّى السدْرَةَ من دُنُوّ ربها تبارك وتعالى، أمثال الدرّ والياقوت والزبرجد واللؤلؤ ألوان. فأوحى إلي عبده، وفهّمه وعلَّمه وفرض عليه خمسين صلاة، فمرَّ على موسى، فقال: ما فرَض على أمتك؟ فقال: خمسين صلاة، قال: ارجع إلى ربك فسَلْه التخفيف لأمَّتك، فإنَّ أمَّتك أضعفُ الأمم قوّة، وأقلُّها عمرًا، وذكَر ما لقي من بني إسرائيل، فرجع فوضع عنه عشرًا، ثم مر على موسى، فقال: ارجع إلى ربّك فسله التخفيف؛ كذلك حتى جعلها خمسًا، قال: ارجع إلى ربك فسلْه التخفيف، فقال: لستُ براجع؛ غيرَ عاصيك؛ وقذف في قلبهِ ألا يرجع، فقال الله عَزَّ وجلَّ: "لا يبدّل كلامي، ولا يردَّ قضائي وفرضي"، وخفّف عن أمتي الصلاة لعشر. قال أنس: وما وجدت ريحًا قطّ ولا ريحَ عَروس قطّ، أطيب ريحًا من جِلْدِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؛ ألزقت بجلده وشممْتُه (١). (٢: ٣٠٧/ ٣٠٨ / ٣٠٩).
١١ - حدَّثنا أحمد بن الحسن التِّرمذيّ، قال: حدَّثنا عُبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا العَلاء عن المنهال بن عمرو، عن عبّاد بن عبد الله، قال: سمعتُ عليًّا يقول: أنا عبد الله وأخو رسوله، وأنا الصِّدِّيق الأكبر، لا يقولها بعدي إلَّا كاذب مُفْتَرٍ، صلَّيت مع رسول الله قبْلَ النَّاس بسبع سنين (٢). (٢: ٣١٠).
---------------
(١) إسناده ضعيف وسنتحدث عن متنه في حديث الإسراء إن شاء الله تعالى.
(٢) إسناده ضعيف جدًّا، ومتنه منكر. والحديث أخرجه ابن ماجة (١/ ٤٤) وابن أبي عاصم في السنة (٢/ ٥٩٨) والحاكم (٣/ ١١١) وغيرهم وقال الذهبي في التذهيب: حديث مقلوب لما أعتتد أن عليًّا قاله قط (هامش س).
وقال أيضًا في ترجمة عباد الأسدي راوي الحديث: هذا كذب على علي (الميزان ٣ / ت ٣٤٥٤).
وقال ابن الجوزي في الموضوعات (١/ ٣٤١): وأما المتهم به عباد بن عبد الله قال علي بن المديني: كان ضعيف الحديث. وقال الأزدي: روى أحاديث لا يتابع عليها وأما المنهال فتركه شعبة.
قال أبو بكر الأثرم: سألت أبا عبد الله عن حديث علي (أنا عبد الله وأخو رسوله وأنا الصديق الأكبر) فقال: اضرب عليه فإنه حديث منكر. ا. هـ.
قلنا: (محمد صبحي الحلاق والبرزنجي) إضافة إلى اتهام عباد بهذا الحديث فإن الذي روى الحديث هو العلاء بن صالح التميمي، وهو من عنق الشيعة، وكذلك من روى عن العلاء =

الصفحة 12