كتاب صحيح وضعيف تاريخ الطبري (اسم الجزء: 7)

عبيد الله بن جحش بن رئاب بن يعمر بن صَبِرَة بن مرّة بن كَبِير بن غَنْم بن دُودان بن أسد، وكانت من مُهاجرات الحبشة هي وزوجها، فتنصّر زوجُها وحاولها أن تتابعه فأبت وصبرت على دينها، ومات زوجها على النصرانيّة، فبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى النجاشيّ فيها، فقال النجاشيّ لأصحابه: مَنْ أولاكم بها؟ قالوا: خالد بن سعيد بن العاص، قال: فزوِّجْها من نبيّكم، ففعل وأمهرها أربعمئة دينار. ويقال: بل خطَبَها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إلى عثمان بن عفان، فلمّا زوّجه إياها بعث إلى النجاشيّ فيها، فساق عنه النجاشيّ، وبعث بها إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
ثم تزوّج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زينبَ بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة؛ وكانت قبله عند زيد بن حارثة بن شراحيل مولَى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلم تلد له شيئًا، وفيها أنزل الله عزّ وجل: {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيهِ أَمْسِكْ عَلَيكَ زَوْجَكَ ... } إلى آخر الآية، فزوّجها الله عزّ وجلّ إياه، وبعث في ذلك جبريل، وكانت تَفْخَر على نساء النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، وتقول: أنا أكرمكنّ وليًّا، وأكرمكن سَفيرًا.
ثم تزوج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صَفِيَّة بنت حُيَيّ بن أخطب بن سَعْيَة بن ثعلبة بن عُبيد بن كعب بن الخزرج بن أبي حبيب بن النَّضِير؛ وكانت قبله تحت سلّام بن مِشْكَم بن الحكَم بن حارثة بن الخزرج بن كعب بن الخزرج؛ وتوفي عنها وخلف عليها كنانة بن الربيع بن أبي الحُقيق، فقتله محمد بن مسلمة بأمر النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، ضرب عنقه صبرًا، فلما تصفّح النبيّ - صلى الله عليه وسلم - السَّبْيَ يوم خَيبر، ألقى رداءه على صفيّة، فكانت صَفِيَّهُ يوم خيبر؛ ثم عرض عليها الإسلام فأسلمت، فأعتقها؛ وذلك سنة ستّ.
ثم تزوّج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ميمونة بنت الحارث بن حَزْن بن بُجَير بن الهُزَم بن رُوَيبة بن عبد الله بن هلال؛ وكانت قبله عند عمير بن عمرو، من بني عُقْدة بن غِيَرَة بن عوف بن قِسي -وهو ثقيف- لم تلد له شيئًا، وهي أخت أمّ الفضل امرأة العباس بن عبد المطلب، فتزوّجها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بسَرف في عُمْرة القضاء؛ زوّجها إياه العباس بن عبد المطلب؛ فتزوّجها رسول الله.
وكلُّ هؤلاء اللواتي ذكرنا أنّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - تزوّجهن إلى هذا الموضع، فتوفّي رسولُ الله وهنّ أحياء، غير خديجة بنت خويلد.

الصفحة 266