كتاب معرفة السنن والآثار للبيهقي - العلمية (اسم الجزء: 7)
{لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا}.
فقالت الفرقة التي نهت : إنا نحذركم غضب الله وعقابه فيصيبكم الله بخسف أو قذف أو ببعض ما عنده من العذاب والله لا نبايتكم في مكان وأنتم فيه.
قال : فخرجوا من السور فعدوا عليه من الغد فضربوا باب السور فلم يجبهم أحد فأتوا بسُلم فأسندوه إلى السور ثم رقي منهم راق على السور فقال : يا عباد الله قردة والله لها أذناب تعاوي ثلاث مرات ثم نزل من السور ففتح السور فدخل الناس عليهم فعرفت القرود أنسابها من الإنس ولم تعرف الإنس أنسابها من القرود.
قال : فيأتي القرد إلى نسيبه وقريبه من الإنس فيحتك به ويلتصق ويقول الإنسان : أنت فلان فيشير برأسه أي نعم ويبكي وتأتي القردة إلى نسيبها وقريبها من الإنس فيقول لها : أنت فلانة فتشير برأسها أي نعم وتبكي فيقول لهم الإنس : إنا حذرناكم غضب الله وعقابه أن يصيبكم بخسف أو مسخ أو ببعض ما عنده من العذاب.
قال ابن عباس : فاسمع الله تعالى يقول : {أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون}.
فلا أدري ما فعلت الفرقة الثالثة.
قال ابن عباس : فكم قد رأينا من منكر لم ننه عنه ؟ ! ! ! قال عكرمة : فقلت : ألا ترى جعلني الله فداك أنهم قد أنكروا وكرهوا حين قالوا : {لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا} ؟.