كتاب فتح السلام شرح عمدة الأحكام من فتح الباري (اسم الجزء: 7)

الحديث الثاني
362 - عن أبي موسى - رضي الله عنه - , قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إني والله - إن شاء الله - لا أحلفُ على يمينٍ فأرى غيرها خيراً منها، إلَّا أتيتُ الذي هو خيرٌ، وتحلَّلتها. (¬1)

قوله: (إني والله إن شاء الله) قال أبو موسى المدينيّ في كتابه " الثّمين في استثناء اليمين ": لَم يقع قوله " إن شاء الله " في أكثر الطّرق لحديث أبي موسى. انتهى.
وسقط لفظ " والله " من نسخة ابن المنير (¬2) , فاعترض بأنّه ليس في حديث أبي موسى يمينٌ.
وليس كما ظنّ , بل هي ثابتة في الأصول، وإنّما أراد البخاريّ
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري (2694 , 4124 , 5198 , 5199 , 6273 , 6342 , 7116) ومسلم (1649) من طرق عن أيوب عن أبي قلابة والقاسم بن عاصم عن زهدم الجرمي: كنا عند أبي موسى فأتي - وذكر دجاجة - وعنده رجلٌ من بني تيم الله أحمر كأنه من الموالي فدعاه للطعام , فقال: إني رأيته يأكل شيئاً فقذرته. فحلفتُ لا آكل. فقال: هلمَّ فلأحدثكم عن ذاك. إني أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - في نفرٍ من الأشعريين نستحمِلُه , فقال: واللهِ لا أحملكم , وما عندي ما أحملكم. وأتي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنهَبِ إبل فسأل عنا , فقال: أين النفر الأشعريون؟. فأمر لنا بخمس ذود غُر الذرى. فلمَّا انطلقنا قلنا: ما صنعنا؟ لا يبارك لنا. فرجعنا إليه. فقلنا: إنا سألناك أنْ تحملنا فحلفت أن لا تحملَنا. أفنسيتَ؟ قال: لستُ أنا حملتكم , ولكنَّ الله حملكم. وإني والله. فذكره.
وأخرجه مسلم (1649) من وجوه أخرى عن زهدم به. نحوه.
وأخرجه البخاري (6249 , 6300 , 6340) ومسلم (1649) من طريق أبي بردة بن أبي موسى عن أبيه به نحوه. دون مسألة الدجاج.
(¬2) هو علي بن محمد الاسكندراني , سبق ترجمته (2/ 378)

الصفحة 16