كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 7)

على سياسة الدمج و (التفرنس) وتضمنت ما يلي: (طريقان قد فتحا اليوم في وجه - الجزائر الفتاة - وعلى رأس كل من الفريقين
جماعة ترغب الناس سلوك ذلك الطريق وتعدهم الوعود، وتمد لهم في الأماني. أما الطريق الأول: فهو طريق التجنس والتنازل عن القومية واللغة، ونبذ التاريخ والتقاليد، والدخول في جنسية جديدة هي جنسية العنصر الغالب، والاندماج فيها. وقبول ما يتبع ذلك التجنس والاندماج من أخلاق جديدة، ولغة جديدة وعقلية جديدة. ودعاة هذا الطريق يبثون دعوتهم بجد ونشاط، يكتبون ويخطبون ويحادثون وينشرون الصحف والمجلات باللغة الإفرنسية طبعا، ويريدون أن يؤثروا على الطبقات المتعلمة في المدارس الإفرنسية والمتشبعة بالأفكار الإفرنسية. وأما الطريق الثاني: فهو طريق المحافظة على الذاتية الجزائرية، أي المحافظة على دين البلاد وعلى لغتها، وعلى تقاليدها، وعلى مدنيتها الخاصة، وعلى توثيق الرابطة بين حاضرها وبين تاريخها المجيد. والأخذ من ثمرات المدنية الغربية بكل نافع مفيد، لا يمس العقيدة الدينية والوطنية، ولا يعتدي على كرامة البلاد، ولهذا الطريق أنصاره ودعاته حتى من بين طبقة الشبيبة المتعلمة في المدارس الإفرنسية، فأي الطريقين يجب أن تسلك الجزائر، وهي في فجر نهضتها الحديثة؟ ...
لقد أخفقت سياسة التجنس والاندماج تماما، وأفلست كل الإفلاس. وهكذا يخيب ويفلس كل أمر مخالف لسنن الطبيعة وقوانين الاجتماع. فلم يتجنس المتجنس إذا، ويقدم على التضحية بدينه وقوميته؟ اللهم إلا إذا كان يرى دينه منحطا فيريد أن

الصفحة 173