كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 7)

يتبرأ منه، ويرى لغته ساقطة فيريد أن يستبدل بها غيرها، ويرى أن أمته سافلة فيريد أن يعتز بأمة أخرى، ويرى تاريخه بشعا فيريد أن يقطع الصلة بينه وبينه. فهو يصبغ نفسه صباغا خشنا، ويحشر نفسه في زمرة قوم ليس منهم وليسوا منه. ويغدوا لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء. ومثل هذا الرجل قليل في الجزائر والحمد لله. المسألة الموضوعة أمامنا الآن، هي مسألة المحافظة على الإسلام وعلى العربية. وهذه المحافظة هي البرنامج الوحيد الذي يجب أن يكون برنامج الجزائر بأسرها في حاضرها ومستقبلها. وكأن الجزائر اليوم غير شاعرة بتلك الحقيقة الرهيبة القاسية التي نراها رأي العين أمامنا. كأنها ليست شاعرة بأن الإسلام في الجزائر سائر في طريق الموت. وكأنها ليست شاعرة بأن العربية في الجزائر سائرة نحو الاضمحلال. وكأنها ليست شاعرة بأنها إذا فقدت إسلامها وعروبتها فقدت كل شيء ولم تنل شيئا. وكيف نريد أن يحيا الإسلام وأن تحيا العروبة في الجزائر. إذا كان الشعب الجزائري لا يعمل العمل الجدي الصالح في سبيل تلك الحياة؟.
تظنون أن الإسلام يستطيع أن يعيش إسلاما تقليديا على مر الدهور كما هو الآن عائش في أوساطنا؟ وإذا كنا لا ندرسه ولا نبث دروسه في كل الأوساط وفي مختلف الجهات، فماذا يبقى لنا منه بعد جيل آخر؟ والعربية، كيف تستطيع أن تعيش وأن تقاوم في سبيل الحياة، إذا نحن أهملنا دراستها إهمالا، ونبذنا أمرها ظهريا؟ وعلى من تريدون أن تعتمدوا لحفظ دينكم ولغتكم؟ أتعتمدون على الحكومة؟ ... إن كانت الأمة تريد لنفسها الحياة في ذاتيتها، فليس عليها إلا أن تقوم وحدها بكل الجهود، وتنتشل بأيديها

الصفحة 174