كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 7)

أبناءها من هذه الحالة البائسة، وهذا هو وحده واجب الأمة اليوم. وهذا هو موقفها بين (الموت والحياة) ....
فيا شعب الجزائر: عربيتك ودينك في حالة تلاش واضمحلال، وناشئتك في جهل وإهمال. وإن مستقبلك كأمة إسلامية هو بين يديك. فإن شئت عملا صالحا فهذا أوان العمل الصالح. ولا يكون العمل منتجا مثمرا إلا إذا كان رائده التضحية والاتحاد، ونبذ كل شقاق وخلاف، وعدم النظر إلا للواجب المفروض ... لسنا الآن في وقت يسمح لنا أن نتشاجر فيه وأن نختلف، بل نحن في وقت يوجب علينا أن نوحد الجهود. وأن نكون صفا واحدا يعمل بعزيمة لا تلين في سبيل الله والأمة والوطن).
ويقرن (المدني) القول بالعمل، وهو ما تبرزه الحادثة الطريفة التي يعرضها - المدني ذاته - بقوله: (كنا في قاعدة - نادي الترقي - وعلينا كآبة وفي نفوسنا هم - بسبب الاستعدادت الإفرنسية للاحتفال بمناسبة مرور مائة سنة على احتلالها للجزائر - وإذا بالسيد محمد بلحاج مدير المدرسة الثعالبية الكبرى وأحد كبار الملحدين والمتفرنسين، يخبرنا بأنه قد ولد للسيد (ساطور) زعيم المتجنسين ولد بالأمس، فأطلق عليه اسم (كريستيان) أي (المسيحي) ونظر إلي نظرة شماتة، لأنه علم أن الأمر يؤلمني ويمعن في تعذيبي. قلت للناس من حولي؛ انظروا: هذه هي نتيجة التجنس بالجنسية الإفرنسية! وشاء ربك أنني رزقت بولد في نفس الليلة، هو مولودي الأول، فأطلقت عليه إسم (إسلام).

الصفحة 175