كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 7)

عادة الأنفس المستاءة. لولا حكمة أصلية كبحت جماح النفس وألزمتها السكينة والهدوء ...
وبلهجة ساخرة، مريرة، يقول الشيخ المدني: تمخضت أمة الجزائر مائة وأربعة من الأعوام فولدت ... حسن الدواجي قاضي تلمسان، وابن عبد الله نائبها المالي، وابن علي الشريف نائب مالي بلاد القبائل، وغرسي نائب مالي مليانة، وسي جلول خليفة الأرباع. وهم أبطال هذا العصر ومعجزة هذا المصر، أتوا بما لم يأت به الأوائل ولا الأواخر، واقترحوا على الإدارة الإفرنسية من المقترحات ما به تزول الكروب، وتنجلي الخطوب، وتنتهي الأزمة وينقذ الفلاح، وينتهي خطر المرابين، ويتعلم التسعة والسبعون بالمائة من أبناء الأمة الأميين، ويتبدل شقاء الجزائر سعادة، وفقرها غنى ومسرة، وروعها أمنا واطمئنانا، اقترحوا - ويا للعار والشنار - هذه المقترحات التي سولت لهم أنفسهم اقتراحها:
أولا: تأييد غلق مساجد المسلمين التي أمر الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، في وجه علماء المسلمين غير الرسميين، الذين يريدون أن يقوموا بما أوجبه عليهم ربهم من واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والوعظ والإرشاد. لم يكتف هؤلاء السادة بقرار عامل عمالة (ولاية) الجزائر، فهم يريدون تأييد ذلك القرار بقانون رسمي.
ثانيا: القضاء النهائي على البقية التي سلمت إلى هذه الساعة من التعطيل، من المدارس القرآنية الحرة التي تلقن أبناء المسلمين كلام الله وآيات الذكر الحكيم، حيث لا يوجد ذلك في

الصفحة 178