كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 7)

1937. ما يلي: (نعم! في الشمال الأفريقي هيجان، وفي الشمال الأفريقي اضطراب، وفي الشمال الأفريقي حركة تذمر واحتجاج عنيفة وبعيدة الغور. ولسنا نحن الذين ننكر ذلك أو نحاول التخفيف من حدته في نظر الحكومة. إنما نحن نسأل حكومة فرنسا وحكومة الجزائر، ونسأل كل عاقل مدرك في هذه الدنيا: هل يمكن أن يركن إلى جانب التهيج، وأن يستاء وينزعج، وأن يصل إلى درجة اليأس، شعب قانع بما لديه من سعادة، راتع في بحبوحة العيش الهنيء متمتع بإدارة حازمة تضع دواءها على موضع دائه ساعة أن يحس بوجوده، وحكومة عطوفة تسهر على صالحه، وتجيب في التو والحين رغباته، وتغدق عليه من ضروب الخير والنعم أصنافا وألوانا، وتمكنه من وسائل العلم النافع والعمل الصالح؟).
ويعود الشيخ المدني في شهر تشرين الثاني - نوفمبر - 1937، لمعالجة (مشكلة الجزائر) فيقول: (إن العصر عصر قوة لا عصر حق. فما دمنا نقدم الحق وندافع عنه بصفته حقا لا يعتمد إلا على النظريات والأقوال، فسوف لا نلاقي في نضالنا إلا الخيبة والفشل. علينا أن نكون أنفسنا تكوينا جديدا قويا. تكون قوتنا فيه مادية فعالة، قوة كفاح سلمي مشروع يعتمد على المال الوفير والرجال الأقوياء المتعاضدين. عندئذ، وعندئذ فقط، إن تكلمنا استمع الناس لمطالبنا، وإن اتجهنا نحو الحكومة عاملتنا كما تعامل الأقوياء، لا كما تعاملنا اليوم).
لم يكن الشيخ المدني محصورا في دفاعه عن المسلمين

الصفحة 180