كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 7)

بالحدود الجغرافية للجزائر المجاهدة، شأنه في ذلك شأن كل الشيوح في رابطة العلماء الجزائريين، وشأن معظم الذين تصدوا لقيادة الصراع ضد الاستعمار الإفرنسي. لقد أدرك الجميع أن معركة الجزائر هي جزء من الحملة الصليبية الشاملة ضد العالم الإسلامي - العربي - وعلى هذا لم يكن من الغريب أن يتصدى الشيخ المدني لمعالجة قضايا العالم الإسلامي، وأن ينقلها إلى صفحة الجزائر، بمثل ما ينقل صراع الجزائر إلى أفق العالم الإسلامي. وفي حديثه عن فلسطين، في تموز - يوليو - 1937 جاء ما يلي: (كان آخر اختراع أنتجته المخيلة الاستعمارية الانكليزية هو تجزئة فلسطين إلى ثلاثة أقسام: قسم شرقي جبلي يقع ضمه إلى مملكة شرقي الأردن التي يتولى أمرها الأمير عبد الله، وقسم غربي يشمل سواحل فلسطين الشمالية وأخصب بلادها ويكون دولة يهودية مستقلة تمام الاستقلال لها حكومتها وإدارتها ودستورها. وأخيرا قسم ثالث يشتمل بيت المقدس ومراحل حيفا، ويبقى تحت الانتداب الإنكليزي بدعوى حماية الأرض المقدسة ومجرى نفط الموصل. ففلسطين التي اقتعطت أول مرة من بلاد الشام، ثم نكبت بالاستعمار الصهيوني، يريدون أن ينكبوها أخيرا بتقسيم جديد يمزق أوصالها، ويجعل فيها لليهود دولة رسمية ذات استقلال تام. ثم تبقى المدينة المقدمة تحت نير الوصاية إلى أن يقع تمهيدها للصهيونية فتزدردها. وقد أجمعت كلمة العرب في فلسطين على رفض هذا المشروع الخاسر، وأجمعت كلمة العرب في العالم أجمع على تأييد هذا الرفض الأبي لأنه لا يوجد من يجري في عروقه دم العروبة الحار، ويرض
ى

الصفحة 181