كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 7)

مثل هذه المذلة والمهانة - ويخلص إلى القول - إن قدر الله وضاعت فلسطين، فإنها والله لن تذهب ضحية الصهيونيين، بل هي تذهب ضحية المسلمين الجامدين، وضحسة سلوك المسلمين المتغافلين. فيا عامة المسلمين ويا خاصتهم، ويا ملوكهم وأمراءهم وقادتهم، هذه فلسطين الشهيدة ضائعة متلاشية فماذا أنتم فاعلون؟،.
...
ويمضي الشيخ المدني في ممارسة دوره، ملتزما بما حدده لنفسه من منهج في الحياة - حرا خلقت وحرا أعيش وحرا أموت. ومن موقع الحرية هذا ينطلق للتبشير بثورة التحرير (1954)؛ حتى إذا ما تفجرت، انطلق وإخوانه لدعمها بصورة سرية، حتى إذا ما اعتقل الشيخ التبسي في سنة 1956 وضاقت آفاق العمل السياسي، انتقل برفقة عباس فرحات إلى القاهرة لمتابعة الصراع السياسي. وتنتصر الثورة، وتعود الجزائر لتحتضن أبناءها الذين ما عرفوا في يوم من الأيام إلا الحب لها والعمل في سبيلها. وينتقل الشيخ المدني من مجال العمل السياسي إلى مجال البنء. وتبقى الكلمة رائدة. فينطلق إلى عالم التأليف. وتصدر له مجموعة من الكتب (عن الشركة الوطنية للنشر والتوزيع) أهمها (حياة كفاح) في جزئين. والمأمول أن توافق الحكومة الجزائرية في عهد الرئيس الشاذلي بن جديد - الرجل الثائر - على الإفراج عن الجزء الثالث من هذه المذكرات (¬1). هذا بالإضافة إلى ما سبق له نشره،
¬__________
(¬1) قدم الشيخ أحمد توفيق المدني مشكورا للمؤلف مجموعة كتبه وذلك أثناء زيارة =

الصفحة 182