كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 7)

كل تلميذ درسه وحده، فيعمل عقله كل الأعمال ويحاول فهمه بنفسه، فيتعب في ذلك، ثم يجلس إلى جماعته في مطالعة الدرس، وهم من طبقته، وعلى مستواه في الذكاء، فيناقشون الدرس الجديد المقبل، ويحاولون فهمه بأنفسهم، وقد يتعبون في ذلك أشد التعب، ولكن عقولهم تتطور، وفهمهم يقوى على مر الأيام. وتتكامل ثقتهم بأنفسهم فتدفعهم إلى العمل، وتبعثهم على الطموح. ويراجع طلبة المعهد قبل مطالعة الدرس المقبل، الدرس الماضي، فيستعينون بالقديم على فهم الجديد. ويربطون الجديد بالقديم فيرسخ. وتتم المناقشة في مطالعة الدروس بالعربية الفصحى. فيدربون عقولهم على الفهم، وألسنتهم على الفصاحة. وقد تعلم كثير من التلاميذ فصاحة اللسان في المناظرة التي كانت تحتدم في مطالعة الدروس الجديدة. ومن لا يطالع درسه من الطلبة قبل تقريره، توقع عليه العقوبة بأن يوبخه الأستاذ، ويجلسه وراء حلقة الدرس. وهذا عقاب يشق على التلاميذ أكثر من العصا. وقد يطرد من الدرس فلا يحضره، وتلك عقوبة أشد وقعا وأكثر إيلاما.
خامسا: تنوع الأنشطة (النشاط) مثل: إنشاء الفرق التمثيلية، وتحرير المجلات الأدبية والعلمية وتنظيم الرحلات الكشفية (جمعية كشافة الجنوب). وإقامة المخيمات، وإحياء حفلات السمر. ففي مجال التمثيل، تختار الجمعية الروايات التاريخية والاجتماعية، ذات الصلة الوثيقة بالمجتمع الجزائري فتبين أمراضه وعلاجها والدواء الشافي لها. مثل رواية (بلال بن رباح) للشيخ محمد العيد و (شبح القصر) له أيضا. ورواية (الشيخ

الصفحة 203