كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 7)

العلوم العربية والشريعة، وهو أساس التربية كلها، وآثاره لمن تدبره في خلقه وعقله ولسانه وجسمه لعظيم، لذلك اشترط معهد الحياة حفظه واستظهاره وعدم نسيانه. وحفظ القرآن الكريم هو أحسن ما يهيىء نفس التلميذ وعقله ولسانه للتعليم الثانوي والعالي، إنه يقوي الإرادة في التلميذ، ويكسبه فصاحة اللسان، ويزوده بثروة كبيرة من العربية الفصحى) ومن أجل ذلك: (أنشىء في المعهد قسم خاص لحفظ القرآن يتولاه معلم خاص) (ولا زال حفظ القرآن واستظهاره شرطا للدخول في معهد الحياة إلى اليوم. وقد أحسن المعهد بالتمسك - يهذا الشرط، لا سيما في هذا الزمان الفاجر الملحد الذي نحن فيه) (ولقد حفظ كثير من المسيحيين القرآن الذي يكفرون برسالته، لآثاره في الخلق، وجدواه العظيمة على عقل المرء ولسانه. أما هذا الزمان الفاسد اللئيم، وأغلب البلاد العربية اليوم، تعزف عن القرآن، وتنفر من حفظه، لذلك تشيع فسولة الأخلاق، وفسولة العقول، وفسولة اللسان في معاهدها. وأصبحنا لا نرى منها إلا غثاثة النفس. وأجيالا هزيلة تورث للأمة هزالها! ليتها تعرف الفوائد التربوية العظيمة للقرآن، فتجعل حفظ القرآن كله أو جزءا منه شرطا للدخول في معاهدها) (¬1).
أما عن نظام (معهد الحياة) فالتلميذ يقضي معظم نهاره، وجزءا كبيرا من ليله في معهده. وهو كالمعاهد الداخلية التي لا يفارقها التلميذ. ويتكفل المعهد بأكل التلميذ ونومه. وتبدأ أعمال الطالب الدراسية من السحر - قبل الفجر - حيث ينهض الطالب ويذهب إلى
¬__________
(¬1) نهضة الجزائر الحديثة (محمد علي دبوز) ص 39 - 43 و 50 - 51.

الصفحة 209