كتاب سلسلة جهاد شعب الجزائر (اسم الجزء: 7)

الجزائري في 20 أيلول - سبتمبر - 1947. وكان المستعمرون قد أحسوا بكنوز الصحراء الجزائرية، فعزموا على التمسك بالصحراء، وقطعها عن الشمال. وكانوا يوقنون بثورة الشمال عليهم. إن مقدماتها ودخانها قد شاهدوه في حوادث سطيف في 8 أيار - مايو - سنة 1945. وفي عيون كل الجزائريين التي تشتعل فيها النيران. وقالوا: (إن الصحراء لا جبال فيها تصلح للثورة، فهي المكان الآمن لهم في الجزائر، وكنوزها هي الأثداء الغزيرة التي ترويهم. لقد شبعوا من خيرات الشمال فيجب أن يتخموا من كنوز الجنوب أيضا. إن استقرارهم في الصحراء يجعلهم يقطعون عن الدولة الجزائرية التي ستنشأ في الشمال غذاءها من الصحراء فتموت هزالا. أو تظل ضعيفة تخضع لهم وتسير في ركابهم. على أن استقرارهم في الصحراء، وإنشاء دولة إفرنسية فيها يمكن من القضاء على ما يمكن أن يناله الشمال من استقلاله بثورته. سيحيكون له الدسائس ويخلقون له المشاكل، ويحفرون له الهوى التي يقع فيها. إن الصحراء هي اللقمة السائغة، وهي الدار الآمنة لهم في المغرب، فيجب التمسك بها، ويجب التمهيد لذلك بالقضاء على كل نهضة فيها. وكانت نهضة وادي ميزاب التي دخلت شبابها تقض مضاجعهم، ويرون فيها حتوفهم فعزموا على القضاء عليها).
وعين الاستعمار للمجلس الجزائري أذنابه، وجعل للصحراء فيه نوابا من الضعفاء أو من الأذناب وعزم أن يجعل نائب ميزاب في المجلس أحد أذنابه الكبار الذين ينصرون أهواءه فيطالبون بفصل الصحراء عن الشمال، وبالقضاء على النهضة ورجالها فيجد

الصفحة 217