كتاب جريدة «الشريعة» النبوية المحمدية (اسم الجزء: 7)

_____
الصفحة 5
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ[عمود:1]ـ
تصريحات سمو الوالي العام م. كارد للنائب الحر الصادق
السيد حمودو شكيكن
في شأن
جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
ذكرت رصيفتنا مجلة (الشهاب) في عددها الأخير أن نائب الجزائر العمالي السيد حمودو شكيكن قابل سمو الوالي العام في الأيام الأخيرة في شأن الموقف السياسي الحاضر ووقعت المفاوضة بينهما بغاية الصراحة والإخلاص, فأحببنا أن ننقل من تلك المفاوضة ما يتعلق بالجمعية ليطلع عليه قراء (الشريعة) ولنعلق عليه بكلمة من عندنا, وهذا نصه نقلا عن الرصيفة المذكورة:
((وتكلم السيد شكيكن في المسألة الدينية عامة, ومسألة جمعية العلماء خاصة, وقضية الأستاذ الجليل الشيخ الطيب العقبي بصفة أخص, فكانت تصريحات سمو الوالي جوابا عن ذلك تشعر بأن المسألة الدينية سيقع فضها سريعا, أما من جهة جمعية العلماء فسمو الوالي يؤكد أنه ليس ضدها ولا يقاومها بأي نوع من أنواع المقاومة, و أما فيما يتعلق بالأستاذ الجليل العقبي فسمو الوالي يؤكد بأنه لا يرى أي حرج في الدعوة الدينية التي يقوم بها الأستاذ والتعاليم التي يلقيها وأنه لا يخطر لسموه أصلا أن يتعرض للأستاذ في هذا الميدان.
فكان سمو الوالي المحترم يشير من طرف خفي وبدون أدنى تصريح بأن كل الأعمال التي وقعت في المسألة الدينية وضد علماء الجمعية وغير ذلك

ـ[عمود2]ـ
إنما هو صادر عن إدارة العمالة, وهذه تابعة رأسا لفرنسا)) ((الشريعة)): كنا وما زلنا على ثقة تامة من نبل غايتنا واستقامة طريقتنا فيما أسست له جمعيتنا من نشر العلم والفضيلة ومحاربة الجهل والرذيلة كما كنا على ثقة تامة بأن في ممثلي فرنسا من لا تخفى عليهم هذه الحقيقة الناصعة التي برهنا عليها معشر رجال الجمعية بأقوالنا وأعمالنا في جميع مواقفنا وبثبوتنا على سلوكنا العلمي الهادئ الرصين رغم ما لقينا في السر والعلن من معاكسات لنا في القيام بواجبنا ومحاولاتٍ لصرفنا عن مشروعنا الجليل, فما كان أعظم سرورنا اليوم لما تحققت ثقتنا وصدق ظننا في رجال فرنسا العظام بما سمعنا من تصريحات سمو الوالي العام وقوله أنه ليس ضدًا للجمعية ولا يقاومها بأي نوع من أنواع المقاومة وأنه لا يرى أي حرج في الدعوة الدينية التي يقوم بها الأستاذ العقبي التي هي دعوة الجمعية كلها.
يسرنا هذا لأننا نحب للجمعية أن تعمل في جوٍ هَدوءٍ وثقة مناسبة لصبغتها العلمية الدينية الإصلاحية البحتة لتجني الأمة والحكومة وسكان الجزائر كلهم ثمراتها من قريب ولأننا لا نحب لحكومة فرنسا أن تقف موقف الإرهاق والإعنات

ـ[عمود3]ـ
والمعاكسة لجمعية علمية كبرى تريد أن تعاون فرنسا على تهذيب الشعب الجزائري وترقيته ورفع مستواه إلى الموضع اللائق باسم فرنسا وسمعتها.
لنا الثقة التامة بأن سمو الوالي العام لم يكن يوما ضد الجمعية ولم يقاومها بأي نوع من المقاومة ولم يبق علينا إلا أن نلفت نظر سموه إلى دوائر عديدة وحكام كثيرين قد وقفوا للجمعية موقف الضد وقاوموها بأنواع عديدة من أنواع المقاومة ونظرة واحدة من سموه تعرفه بحقيقة حالهم دون حاجة إلى أدنى تصريح منا وبيان, وكلمة واحدة من سموه وهو الممثل الأكبر لفرنسا كافية في إرجاع كثيرين عن غلطهم أو بغيهم وإن ارتبطت إدارتهم بفرنسا رأسا.
وختاما نشارك نائبنا العظيم في شكره لسمو الوالي على ما أبداه من إحساس طيب ولطف كبير كما نشكر نائبنا على عنايته بالجمعية وقيامه بالبيان لحقيقتها والدفاع عنها في مواطن عديدة من مواقفه المشرفة, غير مدفوع لذلك إلا بدافع الغيرة والرجولة والوفاء لأمته الجزائرية المسلمة وحكومتها, فشكرا له شكرا, وجازاه الله عن دينه وأمته خيرا.

_…_…_…_
ـ[أسفل الصفحة]ـ
ـ[عمود:1]ـ
بسيرته العناية كلها, ولكنه لا يعتني بشيء من سيرة الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم.
قال الراوي: وبالجملة فتعاليم الطريقة التي كنت أعتنقها ولا أظن غيرها إلا مثلها إنما ترمي إلى إسقاط التكاليف الشرعية فهي تدعو ((المريد)) أن يحسن النية في الشيخ وأن (يعبده مخلصا له الدين) وله أن يتكل على هذا الشيخ لكي يغفر له جميع السيئات والآثام وأن يجادل الله عنه يوم القيامة, وهذه العقيدة ربما أغرت المريد

ـ[عمود:2]ـ
باقتراف الفحشاء والمنكر اتكالا على (الشيخ) مع أن الله تعالى يقول: (((ولا تزر وازرة وزر أخرى))).
قال الراوي: وأنا أشهد على نفسي أنني اقترفت كثيرا من الكبائر والموبقات اتكالا على أن الشيخ سيجادل الله يوم القيامة, وأنه سيكون لي هناك ((محاميا)) ووكيلا, أشهد على نفسي أني فعلت ذلك حينما كنت طرقيا, أما اليوم وقد أصبحت مصلحا لا أتكل على الشيخ بل أتكل على الله, فأشهد أني كنت ذات يوم هممت بخطيئة من

ـ[عمود:3]ـ
الخطيئات, وكدت أنغمس فيها فأجرى الله على لساني قوله تعالى: (((ألم يعلم بأن الله يرى؟!))) فما تلوتها حتى جمد الدم في عروقي وأدركني من الخشية والخوف ما الله به عليم. وقد حفظني الله منذ ذلك اليوم فلم أقترف بعدها خطيئة ولا إثما. وهنا أمسك محدثنا الظريف وأبى أن يمضي في حديثه, ونحن أشوق ما نكون إلى سماع مثل هذه الاعترافات.
وهران
محمد السعيد الزاهري

الصفحة 5