كتاب صحيح البخاري - ط الشعب (اسم الجزء: 7)
12- بَابُ قَوْلِ اللهِ تَعَالَى : {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ البَحْرِ}.
وَقَالَ عُمَرُ : صَيْدُهُ مَا اصْطِيدَ ، وَ {طَعَامُهُ} : مَا رَمَى بِهِ.
وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : الطَّافِي حَلاَلٌ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : {طَعَامُهُ} مَيْتَتُهُ ، إِلاَّ مَا قَذِرْتَ مِنْهَا ، وَالجِرِّيُّ لاَ تَأْكُلُهُ اليَهُودُ ، وَنَحْنُ نَأْكُلُهُ.
وَقَالَ شُرَيْحٌ ، صَاحِبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كُلُّ شَيْءٍ فِي البَحْرِ مَذْبُوحٌ.
وَقَالَ عَطَاءٌ : أَمَّا الطَّيْرُ فَأَرَى أَنْ تَذْبَحَهُ.
وَقَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ : قُلْتُ لِعَطَاءٍ : صَيْدُ الأَنْهَارِ وَقِلاَتِ السَّيْلِ ، أَصَيْدُ بَحْرٍ هُوَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، ثُمَّ تَلاَ : {هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِنْ كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا} وَرَكِبَ الحَسَنُ عَلَى سَرْجٍ مِنْ جُلُودِ كِلاَبِ المَاءِ.
وَقَالَ الشَّعْبِيُّ : لَوْ أَنَّ أَهْلِي أَكَلُوا الضَّفَادِعَ لأَطْعَمْتُهُمْ.
وَلَمْ يَرَ الحَسَنُ بِالسُّلَحْفَاةِ بَأْسًا.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : كُلْ مِنْ صَيْدِ البَحْرِ نَصْرَانِيٍّ أَوْ يَهُودِيٍّ أَوْ مَجُوسِيٍّ.
وَقَالَ أَبُوالدَّرْدَاءِ فِي المُرِي : ذَبَحَ الخَمْرَ النِّينَانُ وَالشَّمْسُ.
5493- حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَمْرٌو ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرًا ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : غَزَوْنَا جَيْشَ الخَبَطِ ، وَأُمِّرَ أَبُوعُبَيْدَةَ ، فَجُعْنَا جُوعًا شَدِيدًا ، فَأَلْقَى البَحْرُ حُوتًا مَيِّتًا لَمْ يُرَ مِثْلُهُ ، يُقَالُ لَهُ : العَنْبَرُ ، فَأَكَلْنَا مِنْهُ نِصْفَ شَهْرٍ ، فَأَخَذَ أَبُو عُبَيْدَةَ عَظْمًا مِنْ عِظَامِهِ ، فَمَرَّ الرَّاكِبُ تَحْتَهُ.
5494- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَمْرٍو ، قَالَ : سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُ : بَعَثَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاَثَ مِئَةِ رَاكِبٍ ، وَأَمِيرُنَا أَبُو عُبَيْدَةَ ، نَرْصُدُ عِيرًا لِقُرَيْشٍ ، فَأَصَابَنَا جُوعٌ شَدِيدٌ , حَتَّى أَكَلْنَا الخَبَطَ ، فَسُمِّيَ جَيْشَ الخَبَطِ ، وَأَلْقَى البَحْرُ حُوتًا , يُقَالُ لَهُ : العَنْبَرُ ، فَأَكَلْنَا نِصْفَ شَهْرٍ , وَادَّهَنَّا بِوَدَكِهِ ، حَتَّى صَلَحَتْ أَجْسَامُنَا , قَالَ : فَأَخَذَ أَبُو عُبَيْدَةَ ضِلَعًا مِنْ أَضْلاَعِهِ فَنَصَبَهُ , فَمَرَّ الرَّاكِبُ تَحْتَهُ ، وَكَانَ فِينَا رَجُلٌ ، فَلَمَّا اشْتَدَّ الجُوعُ نَحَرَ ثَلاَثَ جَزَائِرَ ، ثُمَّ ثَلاَثَ جَزَائِرَ ، ثُمَّ نَهَاهُ أَبُو عُبَيْدَةَ.
الصفحة 116