كتاب صحيح البخاري - ط الشعب (اسم الجزء: 7)

فَقَالَ : خُذْهَا ، فَإِنَّمَا هِيَ لَكَ , أَوْ لأَخِيكَ , أَوْ لِلذِّئْبِ , وَسُئِلَ عَنْ ضَالَّةِ الإِبِلِ ، فَغَضِبَ وَاحْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ ، وَقَالَ : مَا لَكَ وَلَهَا ، مَعَهَا الحِذَاءُ وَالسِّقَاءُ ، تَشْرَبُ المَاءَ ، وَتَأْكُلُ الشَّجَرَ ، حَتَّى يَلْقَاهَا رَبُّهَا , وَسُئِلَ عَنِ اللُّقَطَةِ ، فَقَالَ : اعْرِفْ وِكَاءَهَا وَعِفَاصَهَا ، وَعَرِّفْهَا سَنَةً ، فَإِنْ جَاءَ مَنْ يَعْرِفُهَا ، وَإِلاَّ فَاخْلِطْهَا بِمَالِكَ.
قَالَ سُفْيَانُ : فَلَقِيتُ رَبِيعَةَ بْنَ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ سُفْيَانُ : وَلَمْ أَحْفَظْ عَنْهُ شَيْئًا غَيْرَ هَذَا ، فَقُلْتُ : أَرَأَيْتَ حَدِيثَ يَزِيدَ , مَوْلَى المُنْبَعِثِ فِي أَمْرِ الضَّالَّةِ ، هُوَ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ ؟ قَالَ : نَعَمْ.
قَالَ يَحْيَى : وَيَقُولُ رَبِيعَةُ ، عَنْ يَزِيدَ , مَوْلَى المُنْبَعِثِ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ.
قَالَ سُفْيَانُ : فَلَقِيتُ رَبِيعَةَ , فَقُلْتُ لَهُ.
23- بَابُ الظِّهَارِ.
وَقَوْلِ اللهِ تَعَالَى : {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} إِلَى قَوْلِهِ : {فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا}.
وَقَالَ لِي إِسْمَاعِيلُ : حَدَّثَنِي مَالِكٌ ، أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ شِهَابٍ عَنْ ظِهَارِ العَبْدِ ، فَقَالَ : نَحْوَ ظِهَارِ الحُرِّ.
قَالَ مَالِكٌ : وَصِيَامُ العَبْدِ شَهْرَانِ.
وَقَالَ الحَسَنُ بْنُ الحُرِّ : ظِهَارُ الحُرِّ وَالعَبْدِ مِنَ الحُرَّةِ وَالأَمَةِ ، سَوَاءٌ.
وَقَالَ عِكْرِمَةُ : إِنْ ظَاهَرَ مِنْ أَمَتِهِ فَلَيْسَ بِشَيْءٍ , إِنَّمَا الظِّهَارُ مِنَ النِّسَاءِ , وَفِي العَرَبِيَّةِ : لِمَا قَالُوا : أَيْ فِيمَا قَالُوا ، وَفِي نَقْضِ مَا قَالُوا ، وَهَذَا أَوْلَى ، لأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَدُلَّ عَلَى المُنْكَرِ وَقَوْلِ الزُّورِ.
24- بَابُ الإِشَارَةِ فِي الطَّلاَقِ وَالأُمُورِ.
وَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ يُعَذِّبُ اللَّهُ بِدَمْعِ العَيْنِ ، وَلَكِنْ يُعَذِّبُ بِهَذَا , فَأَشَارَ إِلَى لِسَانِهِ.
وَقَالَ كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ : أَشَارَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيَّ أَنْ : خُذِ النِّصْفَ.
وَقَالَتْ أَسْمَاءُ : صَلَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الكُسُوفِ ، فَقُلْتُ لِعَائِشَةَ : مَا شَأْنُ النَّاسِ ؟ فَأَوْمَأَتْ بِرَأْسِهَا إِلَى الشَّمْسِ ، فَقُلْتُ : آيَةٌ ؟ فَأَوْمَأَتْ بِرَأْسِهَا وَهِيَ تُصَلِّي : أَيْ نَعَمْ.
وَقَالَ أَنَسٌ : أَوْمَأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ إِلَى أَبِي بَكْرٍ أَنْ يَتَقَدَّمَ.
وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : أَوْمَأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ : لاَ حَرَجَ.
وَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الصَّيْدِ لِلْمُحْرِمِ : آحَدٌ مِنْكُمْ أَمَرَهُ أَنْ يَحْمِلَ عَلَيْهَا ، أَوْ أَشَارَ إِلَيْهَا ؟ قَالُوا : لاَ ، قَالَ : فَكُلُوا.

الصفحة 65