كتاب التفسير الوسيط - مجمع البحوث (اسم الجزء: 10)

(إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12) وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَالأُولَى (13))

المفردات:
(لَلْهُدَى): للإِرشاد والتبيين لطريق الخير من طريق الشر.
(لَلآخِرَةَ وَالأُولَى): للدنيا والآخرة.

التفسير
12 - (إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى):
أَي: إِن أَمر إِرشاد العباد وتبيين طريق الهدى وما يؤدي إِليه، وتمييزه عن طريق الضلال وما ينتهي إِليه -إِن هذا الأَمر- من شأْننا نحن وليس لأَحد سوانا دَخْلٌ فيه، غير أَن الرسل - عليهم الصلاة والسلام - ليس عليهم إِلاَّ البلاغ فحسب، قال تعالى: "إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ" (¬1).

13 - (وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَالأُولَى):
أَي: إِن التصرف الكلي المطلق في الدارين -الدنيا الآخرة- لنا وحدنا نفعل فيهما ما تشاءُ وكيفما نشاءُ، أَو إِن لنا كل ما في الدارين، فلا ينفعنا اهتداؤكم كما لا يضرنا ضلالكم: "مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا" (¬2).
وما دام الأَمر كذلك فإِن على العاقل أَن يعتمد على ربه في طلبهما، ولا يلجأُ أَو يركز إِلى أَحد في ذلك؛ لأَنه يكون قد أَخطأَ الطريق، وجانبه التوفيق.
¬__________
(¬1) سورة القصص من الآية: 56.
(¬2) سورة الإِسراء من الآية: 15.

الصفحة 1938