كتاب التفسير الوسيط - مجمع البحوث (اسم الجزء: 8)

النزغُ: النخس بطرف قضيب أو نحوه بقوة، استعير لوسوسة الشيطان الباعثة على الشر، ولفظ "ما" في "إِما" صلة للتأكيد, والأصل: وإِن ينزغنك فزيدت (ما) وأُدغمت في النون.
والمعنى: وإمَّا يصرفنك الشيطان عن دفع السيئة بالحسنة، حاملًا لك على مقابلة السيئة بمثلها أو بأكثر منها، فاستعذ بالله من شره ولا تطعه، إنه - تعالى - سميع لاستعاذتك، عليم بحسن نيتك فيعصمك ويعينك على صبرك.
وقيل إن المعنى: سميع لقول من آذاك، عليم بفعله, فينتقم منه مغنيا إياك عن هذا الانتقام.
{وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (37) فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ (38) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39)}
المفردات:
{فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ}: المراد بهم الملائكة.
{بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} المقصود بهما: الدوام، فإن الملائكة ليس عندهم ليل ونهار.
{لَا يَسْأَمُونَ}: لا يملُّون.
{خَاشِعَةً}: يابسة متطامنة، مستعار من الخشوع، بمعنى التذلل، وقال القرطبى: الأَرض الخاشعة الغبراء التي تنبت.

الصفحة 707